الأوقاف تنظم مؤتمرها العلمي الدولي

أكد دولة رئيس الوزراء الفلسطيني د. إسماعيل هينة أن حكومته بدأت مسيرة التغيير والإصلاح والتوكل على الله تعالى منذ تسلم مقاليد الحكم من خلال التركيز على مقومات الأمة والنهوض بها وتقديم إرث حكومي يفخر به كل فلسطيني وعربي في مجال الحكم والدعوة والتربية والمقاومة والجهاد.

 

وقال هنية خلال المؤتمر الدولي الذي نظمته وزارة الأوقاف والشئون الدينية صباح اليوم في فندق الكمودور بغزة :"نحو زكاة فاعلة تحقق مقاصدها الشرعية" على مدار يومين بحضور ومشاركة وزير الأوقاف ا. د. إسماعيل رضوان إلى جانب حشد من العلماء والدعاة ووزراء الحكومة ونواب التشريعي وأساتذة الجامعات وممثلو الفصائل الوطنية وطلبة العلم والشخصيات الاعتبارية, قال :" مرت الحكومة الفلسطينية بسبع سنوات كانت مليئة بالمحن والشدائد ولكنها سنوات الثبات والنصر والعزة في حروب المواجهة مع العدو الصهيوني وحسم القضايا التي خرجت على القيم داخل الساحة لنصل إلى ما وصلنا إليه".

 

وأضاف :" قدر الله تعالى أن تكون الزكاة محطة من محطات تثبيت دولة الإسلام في العهد الأول للدعوة إلى الله", مشيراً إلى أن أبو بكر الصديق كان حاسماً في الجمع بين الصلاة والزكاة.

 

وأشار رئيس الوزراء إلى أن المجلس التشريعي وبمشاركة كوكبة من العلماء اجتهدوا في دراسة معمقة لإصدار قانون الزكاة وأحيل من التشريعي للحكومة والتي بدورها وضعت آليات العمل به رغم أنه لم يأخذ مداه في التطبيق لأسباب خارجة عن الإرادة, منوهًا إلى أن القضايا النصية في ركن الزكاة لا اجتهادات فيها وهي ملزمة للأمة طوعًا أو كرهًا.

 

وبين أن الزكاة نصبة على الأموال والزروع وكل ما يتعلق بها, منوهًا إلى أن أهل فلسطين لهم زكاة ليس في حدود المال فقط بل زكاة في حدود الوقت والدم والزمن, مشيرً إلى أن الأسرى يعطون زكاة عمرهم في السجون.

 

وأوضح هنية أن أفضل المقاصد وأجلها هي المقاصد التعبدية من وراء الفعل والمقاصد التربوية التي تعالج الشح والبخل وتعالج أمراض القلوب بالسخاء والكرم والإنفاق وعدم الوقوع كأسرى للمال, والمقاصد التضامنية وكيفية إحداث حالة من التضامن الاجتماعي داخل المجتمع.

 

وفي نهاية كلمته وجه رئيس الوزراء تحية للمعتقلين الإداريين المضربين عن الطعام من نواب الشعب وقياداته السياسية الذين يخوضون أكبر إضراب في سجون العدو الصهيوني, داعياً المجتمع للتعبير عن تضامنه مع الأسرى إعلاميا وجماهيرياً, داعياً في الوقت ذاته مصر إلى العمل على إلزام العدو بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في ملف الأسرى وخاصة المعتقلين الإداريين.

 

وشكر هنية جهود وزارة الأوقاف والعاملين فيها والعلماء وطلبة العلم على دورهم الطيب في خدمة الإسلام والمسلمين وكل من ساهم في إنجاح هذا المؤتمر.

 

وفي كلمته قال وزير الأوقاف :" لقد شرفنا الله عز وجل بخدمة هذا الدين العظيم. وخدمة المجتمع الفلسطيني فكان من الواجب علينا في ظل الأوضاع الصعبة التي نعيشها, والحصار الخانق الذي سبّب ازدياد البطالة, وكثرة أصحاب الحاجات عقد مؤتمر نحو زكاة فاعلة تحقق مقاصدها الشرعية ". بهدف تشجيع بذل الزكاة, وأن تكون داعمة للفقراء والمساكين, وطلبة العلم الشرعي, والعمل الخيري, وإيجاد فرص عمل للمشاريع الصغيرة للمساهمة في تنمية المجتمع الفلسطيني لتكون إحدى الروافد الهامة للاقتصاد.

 

وأضاف :" وبفضل جهود المخلصين من العاملين في وزارة الأوقاف, وغيرهم من العلماء خارج الوزارة كان هذا المؤتمر الذي سيناقش تسعة عشر بحثاً علمياً محكماً, والتي جاءت مستوفية لشروط المؤتمر وكانت في خمسة محاور: (فلسفة الزكاة ومقاصدها, ودور الزكاة في التنمية الاقتصادية, والمستجدات الفقهية في نصاب الزكاة, والمستجدات الفقهية في الزكاة, وتطبيق الزكاة في قطاع غزة), كما أعددنا التجهيزات اللازمة لهذا المؤتمر حتى جاء على هذه الصورة المشرّفة بحمد الله تعالى".

 

وتابع :" إن الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة، وعمود من أعمدة الدين التي لا يقام إلا بها، يقاتل مانعها، ويكفر جاحدها، فرضت في العام الثاني من الهجرة, وهي من أعظم العبادات وأجلّ الفرائض", وأضاف :" وهي جزء معلوم من مال معلوم إلى مستحقيه عبادة لله وطاعة وتزكية للنفس والمال والمجتمع ".

 

وأوضح د. رضوان أن الزكاة سبب لنيل رحمة الله وشرط لاستحقاق نَصْرَه سبحانه تعالى وصفة من صفات المجتمع المؤمن وصفة من صفات المؤمنين الذين يرثون الفردوس و عُمّار بيوت الله, وتابع :"  فالزكاة نظام لا تصلح الحياة الاجتماعية إلا به، ولا يقبل الدين دونه. ولها دور في حل المشاكل الاقتصادية, وتحسين أحوال الفقراء والمساكين.

 

وبين أن للزكاة  فوائد عديدة في التربية الروحية والأخلاقية لما لها من أثر عميق في تربية نفس المسلم، مشيراً إلى أن اقتطاع جزء من أمواله إرضاءً لله تعالى يعوده على طاعة الله ورسوله. وأضاف :" فهي عبادة مالية تقرّب المسلم من الله وتعوّده على الامتثال لأوامره", مشيراً إلى أن الزكاة تعدُّ تدريبًا نفسيًا للمتزكي، وتطهره من الحب الزائد للمال، والبخل، وتعوده على العطاء والبذل في سبيل الله أولًا وفي سبيل الآخرين ثانيًا.

 

واستطرد :" كما أن للزكاة أثر كبير في تحقيق التأمين والتعاون الاجتماعي، فهي تقف بجانب كل من يصاب بكارثة مثل مرض أو حادثة أو دين أو ما شابه ذلك", وذكر :"فالزكاة تضمن التعاون الاجتماعي بين أفراد المجتمع لأن الإنسان المصاب والمحتاج لن يُتْرَك وحده في وقت محنته. كما أن الزكاة كانت في العصور الإسلامية الماضية أول مؤسسة للضمان الاجتماعي".

 

وأشار وزير الأوقاف إلى أن الزكاة تسهم التنمية الاقتصادية وتحقيق التنمية وذلك لثلاثة عوامل أساسية ومترابطة هي محاربة الاكتناز ودفع الاستثمار ودفع الإنفاق.

 

وأعرب د. رضوان عن أمله في الخروج من هذا المؤتمر بنتائج وتوصيات يتمخض عنها إجراءات علمية تطبق على أرض الواقع أبرزها إنشاء بنك الزكاة الفلسطيني لدعم صمود وثبات أبناء شعبنا الفلسطيني.

 

وفي نهاية كلمته قدم وزير الأوقاف شكره وتقديره لرئيس وأعضاء اللجنة التحضيرية, ورئيس وأعضاء اللجنة العلمية, والإخوة رؤساء الجلسات, وجميع الباحثين والمحكمين؛ على ما قدموا وبذلوا من رأي وفكر ووقت وجهد من أجل إنجاح المؤتمر, كما وشكر العاملين في وزارة الأوقاف الذين تابعوا مسيرة الإعداد لهذا المؤتمر, وأسهموا إسهاماً فعالاً في خروجه إلى النور وكل من تقدم ببحث في هذا المؤتمر سائلًا المولى عز وجل أن يجعل هذا الجهد في ميزان حسناتهم.

 

بدوره أوضح رئيس اللجنة التحضيرية ومستشار وزير الأوقاف د. وليد عويضة أن اللجنة عملت بجهود مضاعفة خلال الأيام القليلة الماضية من أجل التنسيق وتجهيز المكان والدعوات والتأكد من كافة التفاصيل لتحقق النجاح الذي تسعى إليه الوزارة.

 

وقال عويضة: "يأتي عقد هذا المؤتمر شعورًا منّا في وزارة الأوقاف والشئون الدينية بالمسؤولية، وإحساسًا منها بالواجب والأهمية لهذا الركن من أركان الدين من أجل فتح آفاق التأمل في مقاصد الزكاة وغاياتها على نحو يثري الاجتهاد الايجابي في تحقيق تلك المقاصد، إلى جانب التصدي للمستجدات الفقهية في الزكاة وبيان أحكامها الشرعية".

 

وبين أن المؤتمر سيناقش تسعة عشر بحثاً علمياً محكماً, جاءت مستوفية للشروط وكانت في خمسة محاور: (فلسفة الزكاة ومقاصدها, ودور الزكاة في التنمية الاقتصادية, والمستجدات الفقهية في نصاب الزكاة, والمستجدات الفقهية في الزكاة, وتطبيق الزكاة في قطاع غزة), مشيرًا إلى أن الوزارة استنهضت هممَ العلماءِ والباحثين على مستوى العالمين العربي والإسلامي من أجلِ المساهمة والكتابة في محاور هذا المؤتمر الذي يهمّ جميع المؤسسات الحكومية والأهلية العاملة في مجال الزكاة والدعوة إلى الله.

 

وبين أن المؤتمر سيشارك فيه باحثونَ من أقطارٍ عربيةٍ مختلفةٍ وغيرها من الدول الإسلامية كمصر والأردن والمغرب والجزائر والكويت وماليزيا،إلى جانب مشاركة عددٌ كبيرٌ من الباحثين في الجامعاتِ المحليةِ بمحافظاتِ غزةَ، والضفةِ الغربيةِ والقدسِ، وباحثين من وزارة الأوقاف، منوهًا إلى أن عدد الأبحاث المقبولة بعد التحكيم بلغت تسعة عشر بحثًا