أكد رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية أن حركته تسلم الحكم في قطاع غزة طواعية من أجل الشعب الفلسطيني ووحدته ومن أجل أن يتفرغ من الانقسام إلى الملفات الوطنية الكبيرة كالقدس والأسرى والعودة.
وقال هنية خلال كلمة له أثناء افتتاح مقر وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الجديد، بحضور ومشاركة النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي د. احمد بحر ووزير الأوقاف أ. د. إسماعيل رضوان ووزراء الحكومة ونواب التشريعي ولفيف من الشخصيات الاعتبارية قال :" إن الانجازات التي يشهدها قطاع غزة في هذه الآونة, تأتى تزامناً مع شدة الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من ثماني سنوات.
وأضاف أن هذه الافتتاح هو شكل من أشكال الحضارة والرقي، الذي تتمتع به حكومته, في ظل حكمها لقطاع غزة, حيث نحاول أن نقدم نموذجاً حضارياً في التسلم والتسليم، ولا يمكن أن نقع في ذات الخطأ وأن نكرر ذات التجارب السيئة".
وأضاف " نحن حضاريون في المنهج والسلوك والفكر، ونقدم بناء وفكر وقواعد تبنى عليها آمال الشعب والدولة، وهذا الاستلام والتسليم السلس ليس فقط للصور، ولكن مضمون عظيم نقدمه كمشروع حضاري طواعية من أجل شعبنا ووحدته".
وشدد على أنهم يعملون من أجل الشعب، وأن كل ما قدموه من أجل هذه القضية وكرامة الإنسان الفلسطيني ، وقال : " بحثنا في كل اتجاه من أجل نقدم لهذا الشعب، وحسبنا أن النوايا التي كانت تقف وراء الأعمال خالصة لوجه الله تعالى".
وشدد على أنهم سيبقون خداماً للشعب من أي موقع، وقال :" سنمضي من حيث نكون خدام للشعب، وهذه هي رسالتنا الواضحة جداً من خلال افتتاح هذا المشروع، وربما هناك حكومات تحطم الأواني والمنجزات وتدمر كل شيء حتى تكون التبعات ثقيلة".
كما أكد أنه لا يقبل أن يهان الشعب الفلسطيني في أي مكان في العالم، وأن القيادة المسئولة هي التي تحمي كرامة الشعب الكريم والذي يجب أن يظل كريماً, مشددًا على أن الشعب لا يتسول على أبواب الأغنياء ، بل يدفع الدماء من أجل كرامته وكرامة الأمة، " فأي إنسان يقدم لهذا الشعب لا يمن عليه بل هو واجب عليه أن يقدم للذين يدافعون عن كرامة الأمة".
ولفت إلى أن هذا المقر هو أول مقر دائم لوزارة الأوقاف على أرض غزة، ويبقى مقر مؤقت لحين بناء المقر الرئيس في العاصمة الفلسطينية مدينة القدس.
وهنأ رئيس الحكومة ووزير الأوقاف وأركان الوزارة وكل العاملين فيها لما بذلوه من جهد من أجل هذا الصرح، وأضاف " أحييهم على المتابعة والمثابرة، كانوا رجالاً على مستوى المرحلة وتحملوا المسئولية وحملوا الأمانة وواجهوا تعقيدات
وفى سياق متصل, أشاد هنية خلال وضعه لحجر الأساس لمسجد الحساينة بميناء غزة, بجهود وزارت الأوقاف الرامية لترسيخ العقيدة الإسلامية في نفوس المواطنين من خلال إنشائها لهذه المساجد.
ووجه شكره لجمهورية تركيا التي قدمت تسعة شهداء على متن سفينة"مرمرة" قبل أربعة أعوام لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
وفي كلمته قال وزير الأوقاف د. إسماعيل رضوان :" نلتقي في يوم من أيام الله وفي محطة جديدة من محطات الإنجاز والتطور لوزارة الأوقاف والشئون الدينية، لنفتتح المقر الجديد لوزارة الأوقاف رغم قلة الإمكانات والحصار وإغلاق المعابر والحدود، هذه الوزارة التي تمثل القلب بالنسبة للحكومة الفلسطينية، لدورها في بناء الإنسان والمجتمع وفق تعاليم الإسلام الحنيف، وتثبيت العقيدة وفق منهج أهل السنة والجماعة الوسطي".
وأضاف :"لقد مر العمل لإنجاز هذا المبنى البالغ مساحته (800م2) والمكون من بدروم وستة طوابق، بثلاث مراحل، الأولى: وهي مرحلة إعداد وتجهيز الخرائط والمخططات اللازمة والتواصل مع الجهات المختصة وطرح العطاءات والترسية، والمرحلة الثانية: تمثلت بأعمال الخرسانة واستمرت هذه المرحلة عاماً كاملاً بتكلفة إجمالية (408.000 دينار أردني)", وتابع :" أما المرحلة الثالثة فقد اشتملت على أعمال البناء والتشطيب النهائي واستمرت نحو ثمانية أشهر بتكلفة (800.000 دينار أردني).
وأوضح رضوان أن لوزارته دوراً خاصاً في تنمية المجتمع الفلسطيني بكافة شرائحه ومكوناته، من خلال ما تقوم به من أعمال وأنشطة في مجال الدعوة والإرشاد وتحفيظ القرآن الكريم وعلومه، وتنمية الوقف الإسلامي واستثماره، ورفع مستوى خدمات الحج والعمرة، وتخفيف الأعباء عن كاهل الشعب الفلسطيني بدعم الأسر الفقيرة عبر لجان الزكاة التابعة لها, مشيراً إلى أن وزارته تهتم بتطوير الجوانب الفنية والإنشائية والمعمارية للمساجد، واقتناء المخطوطات الإسلامية وحفظها بطريقة عصرية، وتسعى إلى تنمية القوى البشرية.
كما واستعرض وزير الأوقاف أبرز وأهم الإنجازات المختلفة لوزارة الأوقاف على صعيد الاتفاقات والعلاقات الخارجية والقرآن الكريم والوعظ والإرشاد والمساجد والزكاة والحج والعمرة وأملاك الوقف والدورات التدريبية والتعليم الشرعي وغيرها.
وقدم رضوان شكره وامتنانه لكل من ساهم في إقامة هذا الصرح ، وخص بالذكر معالي وزير الأوقاف السابق د. صالح الرقب الذي وضع حجر الأساس لإقامة هذا المبنى، وأوصل شكره إلى دائرة الهندسة والإنشاءات في الوزارة الذين واصلوا الليل بالنهار لمتابعة إنجاز هذا المشروع المبارك وكل من ساهم في انجاز هذا المشروع.