أوصى مشاركون في مؤتمر النصرة للقدس والاقصى الذي نظمته وزارة الأوقاف الحكومات العربية والاسلامية بوضع قضية القدس والأقصى على سلم أولوياتهم من حيث كبح جماح الاحتلال واجراءاته والعمل على مواجهته بكافة السبل السياسية والاقتصادية وعبر المؤسسات الدولية,
هذا وشهد المؤتمر مشاركة نخبة من العلماء من فلسطين وخارجها, ومرابطين داخل الاقصى, المؤتمر الذي رعته وزارة الاوقاف جرت أعماله في قاعة رشاد الشوا
وأوصوا كذلك أن يكون الاقصى أساسا ثابتًا من أسس الاهتمام على المستوى الاعلامي والمؤلفات والمحاضرات والندوات والمؤتمرات, مطالبين في نفس الوقت المؤسسات الخيرية والأهلية والشعبية والرسمية بأن تعمل على دعم صمود أهل القدس والمرابطين بالأقصى معنويً وماديًا.
ودعوا المشاركون الفلسطينيين في الداخل المحتل و الضفة الغربية الى تكثيف التواجد داخل الأقصى والعمل على حمايته واشغال هذا العدو والتصدي له.
وطالبوا السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية "بإطلاق يد المقاومة ووقف التنسيق الأمني وعدم قمع المسيرات الاحتجاجية على ما يجري في القدس والاقصى من جرائم صهيونية وأن تقف هذه السلطة الى جانب شعبها في مواجهة هذا العدو وقطعان مستوطنيه.
ووجه المشاركون دعوة الى كل الأحرار والغيورين على الأقصى والمقدسات في فلسطين وخارجها لمواصلة الفعاليات الشعبية والرسمية دون توقف ليعلم العدو الصهيوني أن قضية الأقصى ليست قضية عادية, وإنما هي شرارة الانفجار القادم, داعين الاعلام المحلي والعربي الى تخصيص مساحة دائمة للحديث عن القدس والأقصى وتطورات الانتهاكات المستمرة وتدنيس العدو ومستوطنيه المتواصل للأقصى.
كما طالبوا وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بتضمين المناهج الدراسية مباحث الزامية في مختلف المراحل الدراسية عن القدس والأقصى والاعتداءات التي يمارسها الاحتلال وبيان منزلة القدس عند المسلمين, وأن تقوم وزارات التربية والتعليم العربية والإسلامية بوضع القدس ضمن برامجها العلمية الاساسية لتبقى حاضرة في قلوب أبناء الأمة
وحذروا المجتمع الدولي بكل مؤسسات الاكاديمية والتعليمية والاعلامية من أن تخدع بالرؤية الصهيونية فيما يتعلق بالقدس والأقصى, داعيًا الى التمسك بالرؤية الإسلامية والمسيحية المتعلقة بالقدس والأقصى, مؤكدين على ضرورة أن تتحمل الامم المتحدة مسؤولياتها لوقف الاعتداءات الصهيونية المتكررة على المقدسات الاسلامية في فلسطين.
وشدد المؤتمرون على التزام وزارة الأوقاف بالعمل على وضع خطة لفعاليات علمية واعلامية دائمة لتبقى قضية القدس على ألسنة الدعاة والعلماء وفي قلوب الأمة جميعها, داعياً وزارات الأوقاف في الدول العربية والاسلامية الى وضع خطة دائمة لتفعيل قضية القدس والأقصى وما تتعرض له من انتهاكات يومية
وقال وزير الأوقاف والشئون الدينية سماحة الشيخ يوسف ادعيس :"إن الأقصى يتعرض لهجمة همجية رعناء من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي, موضحًا أن الأخيرة تقود مسلسلاً اجراميًا ضد مقدساتنا وعلى رأسها الأقصى وتقوم بتمكين المستوطنين من الدخول للأقصى متحدية بذلك مشاعر الأمة العربية والإسلامية.
وأشار ادعيس في كلمة عبر الهاتف الى أن الاحتلال يعمل على حرق المساجد كالمسجد الغربي في قرية المغير شمال شرقي محافظة رام الله وسط الضفة الغربية, مؤكدًا في نفس الوقت أن الفلسطينيين سيبقون في أرضهم ومتمسكون بها.
وأضاف :" هنيئًا لكل من يدافعون عن الأقصى وعن المدينة المقدسة التي تعاني من هجمة شرسة", لافتًا الى أن الاحتلال يقوم بإغلاق الأقصى وفرض قيود على دخول الفلسطينيين وفرض ضرائب باهظة عليهم لإبعادهم عن القدس وتفريغها من أهلها.
وأكد على ضرورة تكاثف الجهود والتعاون والتحرك الجاد في مواجهة اجراءات الاحتلال في القدس والأقصى الذي يتعرض لهجمة بشعة وشرسة من قبل العدو الصهيوني.
من جهته قال وكيل وزارة الأوقاف د. حسن الصيفي :" إن أهل القدس ليسوا بحاجة الى مؤلفات وفتاوى, فهم يقومون بواجبهم ويعرفونه جيدًا, ولكنهم يريدون دماء العلماء تسيل في اوطانهم , لأن دماء العلماء هي التي ستحرك الشعوب للاندفاع نحو القدس", مضيفًا :"اخلعوا عمائمكم أيها العلماء وانزلوا الى شوارع اوطانكم , حركو هذا الشباب الضامئ الى فلسطين والقدس والأقصى".
وخاطب الصيفي في كلمته رجال الأعمال العرب والمسلمين قائلاً :"يذكركم أهل القدس بأن الذي اشترى جبل أبو غنيم هو ملياردير أمريكي صهيوني يهودي , فماذا يفعل رجال الأعمال الفلسطينيون والعرب والمسلمون؟ على أي شيء ينفقون أموالهم؟ ستموتون وستبقى أموالكم شاهدة عليكم وعلى تقصيركم", مضيفًا :" يا رجال الأعمال اكفلوا أهل القدس فردًا فردًا لتفرغوا لحماية الاقصى".
وتابع :" إن رسالة القدس للضفة المحتلة الصابرة الصامدة هي :" متى يظهر فيكم عمر يا أهل الضفة ؟ ماذا سنستفيد من مظاهراتكم وفعالياتكم وبيناتكم وأصواتكم؟ يجب أن تتحرك الضفة وتكسر هذا القيد رغم آلامها وجراحاتها النازفة", مشيرًا الى أن الضفة ليست بحاجة لاستئذان أحد وعندما يكون الأقصى في خطر فحرام أن تستأذن أحد فالواجبات الشرعية مقدمة على كل شيء".
وأردف :" أما رسالة القدس لغزة فهي أن غزة يجب أن تكون حاضرة في القدس بدمائها وأشلائها واستشهادييها وسيارتها فهي تستطيع الوصول الى القدس من تحت الأرض ومن فوق الأرض ومن بين أمواج البحر ومن كبد السماء فغزة عودتنا أنها مبدعة وتصنع المستحيل".
وقال :"إن رسالة أهل القدس للشعوب العربية والإسلامية هي أن القدس تعلم حجم مآسيكم لكنها بسبب تقصيركم في الدفاع عنها, فاذا أردتم أن تتحرروا من عذاباتكم ومآسيكم فانصروا القدس وانتفضوا لها ولا تستأذنوا أحد في ذلك, ولا عذر لكم أن تقولوا "كنا مستضعفين في الأرض".
فيما بين أن رسالة القدس للحكام هي :" أيها الحكام أعيروني مدافعكم وخلو جيوشكم وعساكركم لكم, أعيروني مدافعكم وخلو أموالكم وأرضكم وعبيدكم ومصالحكم وخذلانكم لكم".
وأعلن الصيفي أن وزارته قررت إقامة أسبوع كامل من أجل القدس على أرض السرايا بإقامة معارض تؤرخ للقدس عبر التاريخ بالصور, وستتم دعوة طلاب المدارس ورياض الأطفال والجامعات وكافة شرائح المجتمع من أجل أن يتفاعلوا مع القدس.
وفي كلمته أوضح أمير جماعة التبليغ والدعوة الشيخ على الغفري وأهم الخطوات الواجب اتخاذها لتحرير الأقصى أبرزها الرجوع لله واصلاح الاعمال وترك المعاصي وتعجيل العمل بكتاب الله والاحتكام لشريعته والتمسك بهدي رسولنا الكريم وتربية الجيل على موائد القرآن الكريم وآدابه.
بينما ألقى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فرع غزة مروان أبو راس كلمة رئيس الاتحاد يوسف القرضاوي التي قال فيها :" إن ما يحاك ضد الأقصى تعدى ما يخطط له, مرحلة الانفاق التي كانت تحفر تحته, والمباني التي تشيد أسفله, وتغيير ديمغرافية السكان حوله, ومحاولات تهويد القدس, والتضييق على سكانها الأصليين من مسلمين ومسيحيين, والاعتداءات على المقدسات.
وأضاف :" لقد تعددت الاقتحامات لساحة المسجد وباحاته وتدنيس الأقصى, وأصبح الاحتلال هو المتحكم فيمن يدخل ومن لا يدخل, بل وأغلقوه يومًا كاملًا ومنعوا المسلمين من الدخول فيه, ثم دخلوا بجنودهم وعساكرهم ومستوطنيهم, ليعتدوا على المسلمين بداخله", واصفًا ما يتعرض له الأقصى بأنه كارثة كبرى لا يجوز لأمة العرب والمسلمين أن تسكت عليها.
وأكد أنه فرض على الأمة في مشارق الأرض ومغاربها أن تترك القضايا الصغرى والخلافات الجانبية وتهتم بقضية الإسلام الاولى قضية فلسطين.
من جانبه أعرب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل كمال الخطيب عن تقديره لجهود العلماء في مؤتمر نصرة القدس الذين فهموا أن منهج الاسلام لا يتوقف عند الخطب والكلمات الرنانة, وإنما هو جمع بين العلم والعمل, ونحن في مرحلة يعرف الجميع مقدار الخطر الذي يحيط بالأقصى.
وأوضح الخطيب في كلمة مسجلة أن الأقصى يُستهدف من قبل حكومة الاحتلال بكاملها قائلًا :" هؤلاء الذين يسمون الجماعات الدينية كلهم لهم احزاب ووزارات في حكومة الاحتلال التي تستهدف الأقصى", وأضاف :" المرحلة صعبة وحرجة, فيها شعرت المؤسسة الصهيونية بالطمأنينة من الذي يجري حولها من الدول العربية مع الأسف وهذا الواقع ينذر بشر كبير اذا لم تتدارك الامة نفسها ولم تؤد واجبها".
من جهته أكد رئيس رابطة علماء فلسطين د. سالم سلامة أن القدس ستبقى البوصلة التي يتوجه اليها كل أبناء المسلمين حتى تحريرها من دنس المحتل الغاصب , مثمنًا جهود كل من دافع ونافح عن مقدساتنا وأقصانا, موضحًا أن المعارك الثلاثة خاضها حفظة كتاب الله من رواد المساجد والذين أخذوا على عاتقهم الدفاع عن الأمة وتحرير القدس والاقصى.
ودعا سلامة علماء العالمين العربي والإسلامي أن يكنوا على قدر المسؤولية في الدفاع عن القجس والأقصى.
وشهد المؤتمر مشاركة إحدى المرابطات في الأقصى منتهى أبو سنينة التي قالت :"لن نكل ولن نمل حتى نسترد جميع حقوقنا في الأقصى, وأقول :" ما أُخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة ونحن خط الدفاع الأول عن الأقصى وسنكون على قدر المسئولية ولن ترهبنا الاعتقالات ولا حجز الهويات وسياسة الابعاد, مطالبة الأمة العربية بشد الرحال للأقصى والدفاع عنه.