نار الذنب تكوي
الأخبار
نار الذنب تكوي
أخي المسلم كل منا يخطئ , وكل منا يذنب , وكل منا يكويه نار الذنب ,إن كان مؤمنا تقيا أو كان فاجرا عصيا , ولكن تتفاوت درجات الندم , فالمؤمن الذي يعرف ربه ويعمل لآخرته ويتقيه في كل خطوة يخطوها فيزل في خطوة تراه سريع الندم , سرعان ما يرجع ويقلع عن الذنب فيستغفر ويتوب ويتعهد على نفسه ويعاهد الله أن لا يرجع إليه مرة أخرى , يكون بين الوقوف والجلوس يكويه نار الذنب , ولا يدري هل يغفر الله له ذنبه وهل يقبل الله توبته , فيكون في شدة الألم والندم ويسارع بالعمل الصالح الذي يغطي هذا الذنب , فالذنب يغطيه الاستغفار والتوبة والعمل الصالح , أما في المقابل الفاجر العاصي فإنه عندما يذنب يشعر بلسعة الذنب لأنه لا يفكر في العقاب الذي ينتظره , وسرعان ما يغطي ذنبه لا بالإستغفار والتوبة والعمل الصالح بل بذنب آخر أكبر منه وبظل يخوض في الذنوب من كبير إلى أكبر حتى يصل إلى الفجور والطغيان ويختم على قلبه بالضلال ويختم عليه بخاتمة السوء , يقول الرسول صلى عليه وسلم :‘‘ إن العبد إذا أخطأ نكت في قلبه نكتة سوداء , فإذا هو نزع واستغفر وتاب سقل قلبه , وإن عاد زيد فيه حتى تعلو قلبه وهو الران الذي ذكر الله ‘‘ كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ‘‘ , كالذي يكذب الكذبة ثم يكذب أخرى ثم أخرى فيكتب عند الله كذابا , ولكن متى يشعر بنار الذنب ؟ عندما يفيق من غفلته ويرجع إلى ربه , فاحذر أخي المسلم أن تكون من الصنف الثاني , وبادر بالاستغفار والتوبة والعمل الصالح عند وقوعك في الذنب , فإنه إن تراكمت الذنوب أصبح القلب أسود ولا مجال لتغييره إلا أن يشاء الله , قال تعالى : ‘‘ والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ‘‘ .
يا من بنار الذنب والندم تحترق
ارجع إلى ربك ومن غفلتك أفق
هو الغفور واسع الرحمة والرفق
يغفر الذنوب جميعها وللتائب يرق
بادر بالصالحات من الأعمال تشق
طريقا منيراً إلى الجنة سبق
بقلم / أ. أحمد محمد أبوخضير
الإدارة العامة للوعظ والإرشاد