أكد وكيل وزارة الأوقاف والشئون الدينية د. حسن الصيفي على أهمية وضرورة تقديم المفاهيم الدينية كما هي بعيدًا عن المفاهيم الحزبية والعمل على ممارسة الدعوة بصفائها ونقائها وفطريتها وأصالتها, مشيرًا إلى أن المنبر ملك للجمهور الذي يستمع للخطيب وينتظر منه أن يسمع للفضيلة والخير.
جاء تأكيده خلال اللقاء السنوي للدعاة والداعيات استعدادًا لشهر رمضان المبارك والذي نظمته وزارة الأوقاف بالتعاون مع كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية بحضور ومشاركة رئيس الجامعة أ.د. عادل عوض الله ومدير عام الوعظ د. يوسف فرحات وعميد كلية أصول الدين د. عماد الشنطي والداعية أ.د. سلمان الداية ولفيف من الشخصيات الاعتبارية والدعاة والداعيات.
وقال د. الصيفي :" عندما يكون الدعاة والعلماء بخير وعندما يكون فكرهم مستنيرًا ووسطيًا يكون فكر المجتمع كذلك, لذلك يجب علينا أن نكون خطباء محسوبين على دعوة الله فقط لا أن نكون محسوبين على حزب أو فصيل ولا يصح أن تكون خطبنا خطبًا سياسية مطلقة".
وأضاف :" من حق الجمهور أن نحترمه, فهو يريد منا أن نقدم له الخير صافيًا ونقيًا وطاهرًا بعيدًا عن التفريق والتشتيت والتخريب, فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم خاطب الناس جميعًا وصبر على من خالفه ومن طعن فيه و أغرق خصومه بفضله وكرمه ورحمته".
ودعا وكيل وزارة الأوقاف الخطباء بالابتعاد عن القضايا الخلافية وإبعاد الناس عن الفكر المتطرف, منوهًا إلى أن هذا النوع من الفكر يعصف بالأمة ويجلب لها الكوارث, لافتًا إلى أن أعداء الإسلام يُنسبون هذا التطرف للفكر الدعوي.
وبين د. الصيفي أن وزارته بصدد عقد مؤتمر "أزمة الفهم وعلاقتها بظاهرة التطرف والعنف", مشيرًا إلى أن حجم المشاركات الخارجية يقترب من 40% وهو أمر غير مسبوق في تاريخ المؤتمرات العلمية, ولفت إلى أن عدد الأبحاث التي وصلت بلغت حوالي 110 ملخص والمقبول منها يزيد عن 80%, مشددًا على أهمية المؤتمر في ترسيخ مفهوم الوسطية في خطبائنا ودعاتنا.
وأوضح الصيفي أن وزارته بخير على مستوى الإعمار والعمل الخيري ومستوى ترسيخ مفهوم المؤسسة داخل الأوقاف وعلى مستوى توظيف بعض الدعاة وفق الإمكانات المتاحة وعلى مستوى الانجازات التي حققتها الإدارة العامة للعمل النسائي في العديد من المجالات, شاكرًا في الوقت ذاته كل من ساهم في إنجاح هذا اللقاء.
وفي كلمته أوضح د. عوض الله أن الدعوة إلى الله تستلزم منا صبرًا ورحمةً ولينًا, مشددًا على ضرورة أن ينطلق الدعاة وهم يحملون سلاح العلم لأن الدين دين تيسير وتسهيل, منوهًا إلى أن الناس بحاجة إلى تشجيع وتسهيل.
وأوضح عوض الله أن الناس يفرحون في هذا الشهر بطاعاتهم وصيامهم وصلاتهم وببعدهم عن المعاصي وحجم التغيير الذي يشعرون به أن الدعاة والعلماء يفرحون زيادة عن عموم الناس بما أكرمهم الله به من فضل الدعوة لله, داعيًا العلماء والدعاة إلى العمل بنية صادقة حتى تكون استجابة الناس لهم صادقة.
وبدوره استعرض د. فرحات أبرز جهود الإدارة العامة للوعظ والإرشاد والخطة التي تسعى لتنفيذها خلال شهر رمضان المبارك, منوهًا إلى الخطة الرمضانية تستهدف جمهور الناس في المساجد وتستهدف جمهور الناس في الأسواق والساحات والمتنزهات وتغطية كافة الميادين بالوعاظ والدعاة.
وأشار فرحات إلى أن إدارته في الوعظ والإرشاد تسعى من خلال الخطاب الدعوي إلى معالجة الأجواء الخلقية والفكرية, والقيام بواجبها الدعوي على أكمل وجه خاصة في ظل الانفتاح الذي سمح بتبادل الأفكار المختلفة والتي أثرت على سلوك الإنسان.
من جهته دعا د. الداية عموم الخطباء والدعاة والعلماء إلى أن يذكروا الناس بأن رمضان هو الأوفر بركة وأجل وأعظم مكانة ويذكرونهم بما كان يفعله النبي في هذا الموسم, مطالبًا إياهم أن يكونوا قدوة صالحة في أنفسهم للناس والتأسي بالنبي.