لا تلم غيرك فالخطأ خطأك
فلو بحثت عن السبب الحقيقي لرأيت أنك أنت المقصر وأنت العاجز على أن تصف المشكلة بالشكل الصحيح وتضع النقاط على حروفها , فترمي عجزك وضعفك وقلة حيلتك على الناس , وتقول هم ... هم ... ماذا ؟ هم السبب , هم أوقعوني قي هذا الذنب وهذا العيب , هم غيروني وبدلوني , لا ... لا تقل هم , بل قل أنا من فعلت كذا وكذا , وأنا السبب في كذا وكذا , وأنا من أهملت وقصرت فوقع مني كذا وكذا , هكذا تكون قد وضعت النقاط على حروفها ووجدت العلة في نفسك , وبذلك تستطيع أن تعالج علتك لأنك أولاً وجدتها في نفسك وبالتالي تستطيع أن تغيرها فما حك جلدك مثل ظفرك , فإن رميته على غيرك جعلت غيرك هو المذنب وهكذا تكون قد أبرأت نفسك من الذنب أو العيب , ثانياً ابحث عن الوسيلة التي تصلح به هذا العيب أوهذا الذنب , والطريقة أن ترجع لربك فالحكمة موجودة هناك , والحكمة ضالة المؤمن فمتى وجدها اهتدى , ثالثاً استعن بالنصيحة لمن عندهم العلم والحكمة وهذا يكون عند العلماء والحكماء , رابعاً ابتعد عن مجالسة من قل دينه وقل عقله فلن يزيدوك إلا ضلالاً وقلة عقل , خامساً جالس من يحبونك ومن يحبك هو من يقربك لربك وينصحك لا يريد أجراً منك وإن بين عيوبك ولكن بينك وبينه لا على الملأ لأن الأخيرة فضيحة , يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : رحم الله امرئ أهدى إلي عيوبي , هكذا تصلح من نفسك ولن ترمي أخطاءك على غيرك وبالنتيجة ستكون أعقل إنسان وستتوصل إلى حلول لأخطاءك سريعاً وبدون أن تواجه مشاكل كثيرة وعقبات كبيرة , قال تعالى : " ولا تزر وازرة وزر أخرى " .
هداني الله وإياكم لما فيه صلاح أنفسنا وتصحيح عيوبنا , وجعلنا من المهتدين الهادين لا الضالين ولا المضلين .
بقلم / أ. أحمد محمد أبوخضير
الإدارة العامة للوعظ والإرشاد