عادت طيور الحق تحلق
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " بدأ الإسلام غريباً , وسيعود كما بدأ غريباً , فطوبى للغرباء " , كان العرب يعيشون قبل الإسلام حالة مزرية في انتشار الفساد بكافة أنواعه والإقتتال فيما بينهم ,حتى سطع نور الحق محمد صلى الله عليه وسلم ومعه رسالة الحق ليقضي على هذا الفساد والجهل والضلال , ونجح الرسول صلى الله عليه وسلم بتأييد من الله تعالى ومساندة من أصحابه الذين ناصروه وناصروا هذه الدعوة حتى قويت وعلا صوت الحق وانتشر في أرجاء الدنيا , ولكن أعداء الإسلام أعداء هذه دعوة الحق لم يفتروا في محاربة هذه الدعوة , فأخذوا يجمعوا كيدهم ويطوروا وسائلهم من أجل إخماد صوت الحق والقضاء عليه , ونجحوا في واحدة ولم ينجحوا في الأخرى , ففي ظل تراجع أهل الحق عن نشر دينهم وانشغالهم في هذه الدنيا ، نجح أعداء الحق في إخماد صوت الحق , ورأينا أن صوت الباطل يعلو عليه , ولكن لم ينجحوا في القضاء عليه ولن ينجحوا , نرى ذلك في الأمة الإسلامية حين أصابها الضعف , فأعداء الحق لم يتركوا وسيلة أو أداة لينخروا في جسد الدولة الإسلامية المترامية الأطراف وسعوا في تفكيكها وقد نجحوا في ذلك تحت شعار " فرق تسد " , فوقعت الدولة الإسلامية تحت سيطرة الغرب عسكرياً وسياسياً وفكرياً , فبدأ ينشر أفكاره ومبادئه الهدامة للقضاء على الفكر الإسلامي حتى وجدنا مسلمين بلا إسلام لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه إلا ثلة قليلة حافظت على مبادئها وأفكارها الإسلامية , هذه الثلة هي طيور الحق , عملت هذه الثلة على إعادة الإسلام ومبادءه وأفكاره ونشرها والعمل على القضاء على الأفكار والمعتقدات والعادات الغربية التي هدمت كيان الشخصية المسلمة فأصبحت غربية بأفكارها ومعتقداتها وعاداتها مسلمة بالإسم والهوية , وبعد جهد مضني وتوفيق من الله العلي العظيم عادت طيور الحق تحلق وتعلو في السماء , وتنظر من أعلى إلى أسفل بعد أن كانت تنظر من أسفل إلى أعلى , كانت كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الخندق , كان المسلمون يومها في شدة وضيق وقلة , وكان الكفر والباطل يحكم الحصار عليهم , كان يومها الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون حوله يحفرون الخندق , فواجهت الصحابة صخرة عظيمة لم يتمكنوا من كسرها , فضربها النبي صلى الله عليه وسلم بفأسه وقال : " بسم الله " , فسطع فيها وميض قوي وانكسر ثلثها , فقال عليه الصلاة والسلام : " الله أكبر " , أعطيت مفاتيح الشام , والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا " , ثم ضربها مرة أخرى فسطع فيها الوميض مرة أخرى وانكسر ثلثها الثاني , فقال : " الله أكبر , أعطيت مفاتيح فارس , والله إني لأبصر المدائن , وأبصر مقرها الأبيض من مكاني هذا " , وعلى إثر الضربة الثالثة تحولت تلك الصخرة إلى فتات , وبشر النبي صلى الله غليه وسلم بوصول دعوته إلى اليمن , وهذا ما تحقق فوصلت دعوته أرجاء الدنيا , فهذا وعد الله الذي وعد به عباده المؤمنين , قال تعالى : " ولقد كتبنا في الزبور أن الأرض يرثها عبادي الصالحون " , والآن بعد سقوط الشعارات الغربية كالعلمانية التي كان يحملها رؤوس الدول الإسلامية وسقوط هذه الرؤوس , تبدأ مرحلة جديدة لطيور الحق هو تمكين هذا الإسلام وترسيخ مبادئه وأفكاره وإزالة بصمات الشر التي تركتها الأيدي الشريرة العابثة المروجة للأفكار الغربية من أجل المصالح الذاتية , وهذا لا يأتي إلا ببذل المجهود وتوحيد الجهود من أجل هدف واحد هو قوة الإسلام وعلو رايته من خلال الدعوة إلى الله تعالى والإستمرار في هذه الدعوة , يقول الله تعالى : " ليسوا سواءاً من أهل الكتابِ أمةٌ قائمةٌ يتلون آياتِ الله آناءَ الليل وهم يسجدون , يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين " .
يا طيور الحق عودي وحلقي
فوق ربا الشر عليهم أمطري
زخات خير من معين رسولنا
تغسل الشر فظلامه ينجلـي
تُنبت كروماً من الخير يافعة
تهز أركان الشر وعليه تستوي
فمرحباً طيور الحق هيا أسمعي
وأعلي صوتك فوقهم وزمجري
أنَ الإسلام سيبقى عزيزاً مهيمناً
وسلطانه فوق الأعادي يستـوي
بقلم / أ. أحمد محمد أبوخضير
الإدارة العامة للوعظ والإرشاد