بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على أشرف الخلق اجمعين ،محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم...اما بعد
ان أول حلقة قرآنية تشرّف الكون بانعقادها كانت حين بزغ أول شعاع من أنوار الإسلام، وأذن الله سبحانه وتعالى للروح الأمين جبريل عليه السلام بالنزول على خير الأنام سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء، لتنعقد هناك أول حلقة قرآنية (حلقة النور)، وكان أول ما نزل من القرآن أوائل سورة العلق، ثم تتابع نزول القرآن بعد ذلك، واهتم النبي صلى الله عليه وسلم بإقراء الصحابة، وكانت دار الأرقم في مكة المكرمة ـ وذلك قبل الهجرة ـ من أول الأماكن التي تشرفت بهذا الفضل، وتخرج من دار الأرقم خير الصحابة إلى جميع بقاع الأرض ينشرون القرآن، فهذا الصحابي الجليل مصعب بن عمير أول سفير للإسلام إلى يثرب (المدينة المنورة) يدعو إلى الإسلام ويعقد فيها أولى الحلقات القرآنية مع أسعد بن زرارة رضي الله عنه، وبعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة انتشرت الحلقات القرآنية في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عصر الخلفاء الراشدين مع انتشار الفتوحات الإسلامية انتشرت الحلقات فكانت الكوفة والمدينة المنورة أشهر المدن عناية بالقرآن قراءة وتفسيراً، وفي عهد عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ نسخت المصاحف بالأقلام، وفي عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه ـ استمر الاهتمام بتعليم القرآن حيث عين الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه (مقرئاً) لكل مصر من الأمصار، وبعث إليهم المصاحف بعد جمعها وتوحيدها في مصحف واحد سمى (بالمصحف العثماني) وهكذا تناقل إلينا القرآن من عهد الصحابة رضي الله عنهم إلى تابع التابعين من خلال المدارس القرآنية التي أنشئت بعد ذلك، ومنها إلى الكتاتيب (دور التحفيظ) حتى وصل إلينا القرآن غضا طريا كما أنزل فالحمد لله على نعمة الإيمان ونعمة القرآن.
رئيس قسم التحفيظ " رفح "