عفافك هو تاجك
كيف ستصلين إلى العفاف والطهارة ؟ من الموضوعات التي ركز عليها الغرب هو موضوع تحرر المرأة , فلماذا ركز الغرب على هذا الموضوع وقام بنشره في المجتمعات الإسلامية ؟ , إنَّ بداية تغيير أي توجه أو فكرة أو مبدأ هو النساء , فالمرأة هي نصف المجتمع وهي المربي والراعية والحاضنة والمنشأ للأجيال ومن خلال تشويه هذه الشخصية التي كرمها الإسلام بالحفاظ عليها وعلى حقوقها وجعلها كجوهرة يجب الحفاظ عليها , وذلك بتحررها من كل قيد فتكون بلا راع ولا مسئول تفعل ما تشاء , ومن هذا التحرر اللباس والزينة , فتلبس ما تشاء وتتزين كما تشاء للزوج ولغيره من الرجال الأجانب , هذا ما حرمه الإسلام وجعل زينتها في اللباس والمظهر والشكل لزوجها ومحارمها , يقول الله تعالى : " قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ , وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " , ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " صنفان من أهل النار لم أرهما , قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس , ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات , رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة , لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإنَّ ريحها ليوجد من مسيرة كذا كذا " , ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية " , فكل هذه الآيات والأحاديث تدل على تحريم خروج المرأة بزينة أمام الأجانب وجذب انتباهم وإن كان ذلك برائحة أو بصوت فهذه مقدمات للوقوع في الزنا , وقد نهى الله وحرم ما يؤدي إلى هذا الباب , فلم يقل ولا تزنوا بل قال ولا تقربوا الزنا والقرب منه يكون بمقدماته , وهذا غلقاً لهذا الباب , يقول الله تعالى : " ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً " , وكان العرب يذمون هذا الذنب ويعتبروه من فعائل الإماء فقالوا : تموت الحرة ولا تأكل بثدييها , وقالت هند بنت عتبة , وقد جاءت تبايع النبي صلى الله عليه وسلم فكان أن أخذ عليها في البيعة ( ولا تزنين ) , قالت : " أو تزني الحرة " .
أختي المسلمة يصف رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم نساء الجنة , فعن أنس رضي الله عنه قال , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو أنًّ امرأة من أهل الجنة أطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما , ولملأت ما بينهما ريحاً , ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها " , هذا حال نساء الجنة اللواتي خلقن للصالحين من الرجال , فكيف ستكونين أنت يا من جاهدت نفسك وألزمتها أمر ربك وأخفيت زينتك ؟ ستكونين أعلى درجة وخيراً وأجمل منهن , سئل ابن العثيمين هل الأوصاف التي ذكرت للحور العين تشمل نساء الدنيا ؟ فأجاب : الذي يظهر في أن نساء الدنيا يكن خيراً من الحور العين حتى في الصفات الظاهرة .
فعفاك هو طاعتك لربك ومخافتك له وإخفاؤك محاسنك وسترك لنفسك , وعدم إظهار زينتك إلا لمن يحل لهم ذلك , وبذلك تتوجين بتاج السيادة والرفعة بأخلاقك وطاعتك لربك في الدنيا , وتاج السيادة في الجنة على الحور العين فتكونين سيدة عليهم .
اللهم اهدِ لنا نساءنا واجعلهن كما أمرت وعلى ما أمرت , واجعلهن لآبائهن مبرة , ولأزواجهن مسرة , ولأبنائهن قرة , قيل يا رسول الله : أي النساء خير ؟ قال عليه الصلاة والسلام : " التي تسره إذا نظر , وتطيعه إذا أمر , ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره " .
بقلم / أ. أحمد محمد أبوخضير
الإدارة العامة للوعظ والإرشاد