رسالة إلى كل امرأة مسلمة

رسالة إلى كل امرأة مسلمة

 

أختي المسلمة أيتها المربية أيتها الفاضلة , يا من بك تنشأ الأجيال , أنت الأخت وأنت الأم وأنت الزوجة وأنت نصف المجتمع .

أختي المسلمة حافظي على نفسك , حافظي على أخلاقك , حافظي على عفتك وطهارتك , لفد مدح الله مريم فقال تعالى : " ومريمَ ابنتَ عمرانَ التي أحصنت فرجها " , ومدح زوجة فرعون الكافر المرأة المؤمنة الموحدة الصالحة يقول تعالى : " وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأت فرعون التي قالت رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين " , فضرب الله بهما مثلاً في العفاف والإيمان والصلاح , وجعلهما مثالاً يقتدى بهما للنساء , وذم الله امرأتين امرأة نوح وامرأة لوط  وهما زوجتا نبيان كانتا مثالاً في الضلال والخيانة , يفول تعالى : " ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأت نوحٍ وامرأةَ لوطٍ كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يُغنيا عنهم من اللهِ شيئاً وقيلَ ادخلا النارَ معَ الدّاخلين " .

أختي المسلمة أي المثلين يقتدى به الممدوح أم المذموم ؟ أو ليس شرف لكي ورفعة في منزلتك أن تكوني من ضمن النساء اللواتي يمدحهن الله , إذن فكيف تريدين أن تكوني ؟ صورة جميلة في الطاعة والأخلاق والعفة أم صورة فبيحة مخدوشة في الطاعة والأخلاق والعفة , يعيب عليها الناس ويطمعون فيها .

أختي المسلمة لابد من أن ترسمي لكي الشخصية الصالحة التي تعرف واجباتها اتجاه أهلها ( والديها وأخوتها ) واتجاه بيتها ( زوجها وأولادها ) , فاتجاه أهلها لابد أن نرى تلك المرأة البارة بوالديها المحافظة على نفسها المعاونة الناصحة لأخوتها على الخير وللخير , هذا بالنسبة لأهلها أما بالنسبة لزوجها فلا بد أن تكون محافظة على نفسها وعلى ماله و على أولاده في حضوره وغيابه , الناصحة له لكل خير , الصابرة المحتسبة المرضية له , يقول الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل أي النساء خير قال : " التي تسره إذا نظر , وتطيعه إذا أمر , ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره " , ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام : " أيما امرأة ماتت وزوجها راض عنها دخلت الجنة " , أما بالنسبة لأولادها فهي الراعية والمسئولة عنهم وعن تربيتهم وتوجيههم التوجيه الإسلامي الذي ينشأ جيلاً قوياً في إيمانه , قوياً في فكره , قوياً في أخلاقه , يعرف واجباته اتجاه نفسه ومجتمعه , يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته , والمرأة راعية في بيت زوجها و مسئولة عن رعيتها " .

هكذا نبني النواة الصغيرة في المجتمع وهي الأسرة على الدين والأخلاق , تبنيها المرأة وتخرج جيلاً واعياً يعرف ربه ويعرف دينه وينقل ذلك إلى مجتمعه , فينشأ عندنا مجتمعاً مبنياً على الدين والأخلاق , وبهذا يكون مجتمعاً قوياً باقياً ما دام على دينه وأخلاقه , يقول الشاعر أحمد شوقي :

 

إنَّما الأممُ الأخلاق ما بقيت                                                                                                        

        فإنْ هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا


هدى الله نساءنا إلى سواء السبيل وجعلهن مرضيات من آبائهن وأزواجهن .

 

 

 

                                        بقلم / أ. أحمد محمد أبوخضير

 

                                       الإدارة العامة للوعظ والإرشاد