الأوقاف تنظم مؤتمر نصرة القدس في الذكرى الـ 46 لاحتلاله

نظمت وزارة الاوقاف والشئون الدينية مؤتمر نصرة القدس بعنوان " لبيك يا قدس" وذلك في فندق الكومودور على شاطئ بحر غزة بحضور وزير الاوقاف أ. د. إسماعيل رضوان والمستشار السياسي لرئيس الوزراء د. يوسف رزقة والقيادي في الجهاد الإسلامي د. محمد الهندي ورئيس رابطة علماء فلسطين د. سالم سلامة, إلى جانب حشد كبير من رجال الدين والدعاة والعلماء وأساتذة الجامعات ونواب التشريعي ووزراء الحكومة.

 

وقال وزير الاوقاف خلال المؤتمر: "نلتقي اليوم لعقد المؤتمر الذي تنطمه الوزارة لنصرة القدس في الوقت الذي يتعرض الأقصى للتهويد الممنهج وتتعرض المدينة المقدسة لابشع حملات التهويد وطمس المعالم والقيم الاسلامية, ومحاولة لطمس الذاكرة وقلب الحقيقة وتزييف الواقع والتاريخ".

 

وأضاف :" في الذكرى الـ46 للنكسة واحتلال القدس والأقصى وضياع فلسطين واحتلال أجزاء من الأراضي العربية, انها نكبة كبرى فأي نكبة أكبر من ضياع فلسطين وضياع الأقصى وأي نكبة أكبر من ضياع الكرامة العربية في ظل تقاعس عربي رسمي وتخاذل على المستوى الاقليمي والعالمي إزاء هذه الجرائم".

 

وأكد وزير الاوقاف أن المسجد الاقصى والقدس في خطر  حقيقي جراء الاجراءات الاحتلالية المتكررة في كل يوم ولحظة, مشيراً إلى أن الأقصى يتعرض دوماً لاعتداءات ممنهجة ومتكررة على الصعيد الرسمي والتلموذي والدينيى والفني واقامة الطقوس لتغيير الواقع واحداث التقسيم الزماني والمكاني للعبادة, محذراً في الوقت ذاته من المخاطر المحدقة بالأقصى سواء على صعيد التهويد الممنهج أو على سعيد اغلاق الاماكن والساحات لعدم إقامة الصلاة فيه.

 

وأوضح رضوان أن هناك محاولات لدى الاحتلال الصهويني لبناء 100 كنيس يهودي حول المسجد الأقصى وخطط لبناء ما يسمى مكان مرتفع يبلغ 35 متراً بواقع 10 طوابق لحجب ساحات ومعالم المسجد الأقصى ومخططات لاعادة الاستيلاء على الأماكن الاسلامية وتهجير أبناء شعبنا الفلسطيني.

 

ودعا رضوان سلطة الضفة الغربية إلى ضرورة رفع يديها عن المقاومة للدفاع عن الأقصى ورفض دعوات التطبيع والعودة للمفاوضات العبثية, مؤكداً على خيار المقاومة والثوابت.

 

وطالب وزير الأوقاف الأمتين العربية والاسلامية والقادة والزعماء والمفكرين والعلماء وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي وكل من آمن بالحق إلى ضرورة اتخاذ دورهم الحقيقي والريادي تجاه الدفاع عن الأقصى والقدس وتوجيه الدعم السياسي والمادي والمعنوي والعسكري لتعزيز صمود أبناء شعبنا الفلسطيني.

 

كما وشدد وزير الاوقاف على ضرورة إقامة الفعاليات في كافة الدول العربية يوم الجمعة القادم لدعم المسيرة العالمية تجاه الأقصى, داعياً العلماء والثورات العربية لنصرة الأقصى والمشاركة في المسيرة.

 

بدوره أكد رزقة ان الذين يخططون لهذه الاحتفالات في ذكرى النكسة سواء في داخل فلسطين او خارجها يرسخ في ذهنهم أن هناك فرصة لحشد الأمة من ناحية واستعادة خيريتها من ناحية أخرى, مشيراً إلى أن تحرير فلسطين لا يكون الا بالأمة كما كان في عهد صلاح الدين الأيوبي.

 

ودعا د. رزقة وسائل الاعلام إلى ضرورة إحياء الأمة من أجل التحرير, منوهاً إلى أن شعبنا الفلسطييني سيكون رأس الحربة في هذا التحرير, وتابع :" إن الدكتاتورية والتفرد بالقرار الفلسطيني والعربي لن ينفع القدس فعلى الامة أن تستعيد هذا القرار".

 

وأشار رزقة إلى أن الامة العربية والاسلامية تعاني من حالة احتقان شديد قد يتولد عنه انفجار غير مسبوق, معرباً عن امله أن يتمتع قيادات العمل الفلسطيني بالوعي بما يُخطط لهم وأن يتمكنوا من ايجاد الطرق للتغلب على هذا الأمر والتركيز على قضية التحرير, شاكراً في الوقت ذاته وزارة الاوقاف ممثلة بوزيرها د. رضوان على رعايتهم الكريمة لهذا الاحتفال.

 

ومن جهته قال خطيب المسجد الأقصى د. عكرمة صبري في تصريح مسجل :" شاء الله أن تكون أرض فلسطين هدفاً للأطماع وأن يكون أهلها هدفاً لاختبار صعب", مشيراً إلى أن نكسة 67 ليست الاولى كما أنها ليست الأخيرة.

 

واستعرض صبري أبرز المراحل التي مرت بها القضية الفلسطينية بدءأ من انعقاد المؤتمر الصهيوني في سويسرا عام 1897م والدعوة لاقامة دولة يهودية في فلسطين وانتهاء الحكم العثماني في تركيا وصدور اتفاقية سايكس بيكو وصدور وعد بلفور وصدور صك الانتداب البريطاني بالإضافة إلى نكبة عام 67 وتهويد القدس واستهداف المسجد الأقصى.

 

وفي نهاية كلمته دعا خطيب الأقصى إلى التكافل والوحدة, مشيراً إلى أن ديننا يدعو إلى الوحدة والتضامن والتكافل ونصرة المظلوم, ويحرم سفك الدماء وازهاق الأرواح ويدعو لسعادة البشرية والأمن والامان والسلام العادل, والوقوف في وجه العدوان.

 

وأكد المشاركون خلال المؤتمر على عروبة فلسطين وإسلاميتها ورفض أي حلول تقضي بإعطاء الوصاية لليهود على أي جزء من فلسطين, مشددين على ضرورة دعم صمود وثبات شعبنا الفلسطيني وعلى الخصوص المقدسيين دجعما سياسيا وماديا ومعنويا, إلى جانب حرمة التفريط بأى شبر من أرض فلسطين وانها أرض وقف على أجيال المسلمين ورف المفاوضات العبيثية واللقاءات الأمنية مع الاحتلال.

 

وحذر المشاركون من مشاريع الاحتلال المتتابعة لتهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك ، وطمس وتزييف التاريخ الحضاري الإسلامي العربي العريق لمدينة القدس, مطالبين وزارات الأوقاف الإسلامية بتعريف الشعوب المسلمة بنتائج نكسة الشعب الفلسطيني واحتلال القدس ، وحشد كل القوى والطاقات والوسائل لإحداث توعية وتعبئة الأمة لإيقاظ الهمم وشحذها.

 

ودعوا العلماء لمزيد من الـتأصيل الشرعي في خطر التطبيع مع الإسرائيلين, مؤكدين على حق العودة ورفض توطين الفلسطينيين خارج فلسطين ، ونحذر من أي حل يمس بالقدس.

 

وطالبوا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية لاتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرض فلسطين والأراضي العربية، مشيرين إلى أن  بقاء الاحتلال وصمة عار للإنسانية والمجتمع الدولي الذي يتبنى مفاهيم الحرية والديمقراطية والحق في تقرير المصير، وبقاء الاحتلال يتنافى مع هذه القيم النبيلة بل هو يمثل الصورة المعاكسة من الظلم والإضطهاد والقهر وممارسة القتل وخرق القوانين والإتفاقيات.