ِبسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
] وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً
وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (
خـُـطـب منـــبريّة مقـــترحـة
من إصدارات الإدارة العامة للوعظ والإرشاد – رمضان 1431هـ - سبتمبر 2010م
· الخطبة الأولى: الأسبوع الخاتم من رمضان
وينقضي شهر رمضان، وما بقي إلا أسبوعنا هذا، رمضان الذي كنا ننتظره ونتأهب لاستقباله، إنه يوشك على الرحيل، يحمل معه أعمالنا، إن في انقضائه أعظم العبرة لنا، أن أعمارنا توشك أن تنقضي، ونرحل إلى الآخرة بأعمالنا، ألا فلننتبه لما بقي من رمضان وما بقي من أعمارنا، ولعل في الأيام الباقية من رمضان ليلة القدر، والتي هي خير من ألف شهر، ولا يحرم خيرها إلا محروم، فلنغتنم أيامنا هذه، ولنكثر فيها من التوبة والعبادة، ومن الدعاء والقيام، فإن الشقي المحروم هو الذي يخرج من رمضان صفراً. إن شهر رمضان ينقضي ويترك أثره على الأتقياء، الذين صاموه وتحقق فيهم مقصد الصيام ]لَعلَّكُم تَتَّقُون[، يترك أثره في حياتهم وعبادتهم وسلوكهم وسيرهم إلى الله تعالى، إن الأتقياء ربانيون لا رمضانيون. ويتأكد التنبيه على ضرورة إخراج زكاة الفطر قبل صلاة عيد الفطر والتواصي بالشفقة والمرحمة بين المؤمنين.
الآيات:
[البقرة: 186 - المؤمنون: 112،114 - التحريم: 8].
الأحاديث:
1. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ قَالَ: دَخَلَ رَمَضَانُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ، وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا مَحْرُومٌ". حديث صحيح أخرجه ابن ماجه.
2. عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنْهُا قَالَتْ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ؛ أَحْيَا اللَّيْلَ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ. أخرجه مسلم.
3. عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِي اللهُ عَنْهُما أَنَّ رِجَالاً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْمَنَامِ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنِّي أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ، فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيهَا فَلْيَتَحَرَّهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ". أخرجه البخاري.
4. عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنْهُا قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ الله أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: "قُولِي اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي". أخرجه الترمذي وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
5. عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُما قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ. حديث صحيح أخرجه أبو داود.
$ $ $ $
· الخطبة الثانية: يوم الصلة
إن من علامات قبول الحسنة الحسنة بعدها ومن أمارات قبول الطاعة الطاعة بعدها. ودّعنا شهر رمضان ووضع عصى الترحال يحمل معه أعمالنا وطاعتنا ليكون شاهداً لنا أو علينا، وما يدري أحد أهو من المقبولين فيهنأ أو من المطرودين فيعّزي, وإن ممّا يُعزي الفؤاد أن يشعر الإنسان بقبول الطاعة بفعل الطاعة بعدها، والتي منها صلة الأرحام والتعالي والتسامي على كل مشاعر الحقد والبغي والتشاحن بعد أن وحدنا الصيام في الشعائر والعبادة والتوجه. إن صلة الأرحام نتيجة حتمية لمن اتصف بالتقوى والتي هي غاية الصيام، وإن قطيعة الرحم يقيناً وبكل تأكيد لهي إفساد في الأرض توجب اللعنة والطرد من رحمة الله جل في علاه . ويتأكد التنبيه على صيام الست أيام من شوال.
الآيات:
[النساء: 1،36 - الرعد: 21 - محمد: 22،23].
الأحاديث:
1. عن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا؛ إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطرِه، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِه". متفق عليه.
2. عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "خَلَقَ اللهُ الْخَلْقَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ قَامَتْ الرَّحِمُ، فَقَالَ: مَهْ؟ قَالَتْ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنْ الْقَطِيعَةِ، فَقَالَ: أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَذَلِكِ لَكِ"، ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: ]فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ[. أخرجه البخاري.
3. عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ الله إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فَقَالَ: "لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ الله ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ". أخرجه مسلم.
4. عَنْ عُرْوَةَ بنِ الزُبَير رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: إذَا رَأَيْت الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْحَسَنَةَ فَاعْلَمْ أَنَّ لَهَا عِنْدَهُ أَخَوَاتٍ، فَإِنَّ الْحَسَنَةَ تَدُلُّ عَلَى أُخْتِهَا، وَإِذَا رَأَيْته يَعْمَلُ السَّيِّئَةَ فَاعْلَمْ أَنَّ لَهَا عِنْدَهُ أَخَوَاتٍ، فَإِنَّ السَّيِّئَةَ تَدُلُّ عَلَى أُخْتِهَا.
5. عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ". أخرجه مسلم.
$ $ $ $
· الخطبة الثالثة: يوم دراسي جديد
بالعلم يبني الناس مجدهم، وبالعلم يحقق الإنسان كرامته وأهليته في الاستخلاف عن الله في أرضه. العلم هو الحياة، حياة العقل والروح، وحياة الحاضر والمستقبل، وما بنت أمة الإسلام حضارتها العريقة التي يعيش الغرب على بركتها إلا من خلال العلم والمنهج التجريبي الذي ابتكره المسلمون الأوائل، بالعلم سيحقق شعبنا آماله وأهدافه حين يعود أبناؤنا إلي مقاعد دراستهم في الفصول المدرسية والجامعية, حينما يحملون القلم يكتبون به غدهم المشرق وغد شعبهم وأمتهم الواعد, فالعلم هو سلاح الأمة الضعيفة والعلم هو أساس بناء الحضارات فلم يبن مجد على جهل وإقلال.
الآيات:
[آل عمران: 7 - الكهف: 65 - طه: 144 - النمل: 40 - الزمر: 9 - فاطر: 28 - المجادلة: 11].
الأحاديث:
1. عن أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَبْتَغِي فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ الله بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضَاءً لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ، وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ". أخرجه الترمذي.
2. عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ الله عَلَيْهِ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ الله فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، والله فِى عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِى عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ الله لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ الله يَتْلُونَ كِتَابَ الله وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَذَكَرَهُمُ الله فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ". أخرجه مسلم.
3. عن عَبْد الله بْن مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ؛ رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا". أخرجه البخاري.
4. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مَسعُود رَضِي اللهُ عنه: إنَّ الرَّجُلَ لاَ يُولَدُ عَالِمًا، وَإِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ. أخرجه ابن أبي شيبة.
$ $ $ $
· الخطبة الرابعة: غزوة الأحزاب
مع إطلالة شهر شوال تطل علينا غزوة الأحزاب التى تحمل من المعاني والدروس ما تحيا بها النفوس تعود لتضمد الجراح وتواسي فينا الأرواح وتحى فينا الأمل الذي كاد أن ينزاح عن بعض النفوس الضعيفة وسبحان مقلب الليل والنهار وكأن اليوم يحكى قصة الأمس فالأحزاب هي فكرة يهودية وأدواتها وآليات تطبيقها عربية بحته والمحاصرون والمستهدفون هم الفئة المؤمنة القليلة في المدينة المنورة لكن بالصبر والثبات وبالعض على المبادئ والدين والأخذ بأسباب الأرض والتوجه إلى الله وحده كفى الله المؤمنين القتال وانقلبت الموازين لتبدأ مرحلة هجومية جديده بعد المرحلة الدفاعية شعارها: (اليوم نغزوهم ولا يغزوننا).
الآيات:
[الحج: 40 - الأحزاب: 9،27 - محمد: 7 - المجادلة: 20،21].
الأحاديث:
1. عن الْبَرَاء رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهُ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الأَحْزَابِ يَنْقُلُ مَعَنَا التُّرَابَ، وَلَقَدْ وَارَى التُّرَابُ بَيَاضَ بَطْنِهِ وَهُوَ يَقُولُ: وَالله لَوْلاَ أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا وَلاَ تَصَدَّقْنَا وَلاَ صَلَّيْنَا، فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا إِنَّ الأُلَى قَدْ أَبَوْا عَلَيْنَا. قَالَ: وَرُبَّمَا قَالَ: إِنَّ الْمَلاَ قَدْ أَبَوْا عَلَيْنَا إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا. وَيَرْفَعُ بِهَا صَوْتَهُ. أخرجه مسلم.
2. عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: جَاءَنَا رَسُولُ اللهُ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَحْفِرُ الْخَنْدَقَ، وَنَنْقُلُ التُّرَابَ عَلَى أَكْتَافِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهُ صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ لاَ عَيْشَ إِلاَّ عَيْشُ الآخِرَةِ، فَاغْفِرْ لِلْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ. أخرجه مسلم.
3. عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: جَعَلَ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ يَحْفِرُونَ الْخَنْدَقَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ، وَيَنْقُلُونَ التُّرَابَ عَلَى مُتُونِهِمْ، وَيَقُولُونَ: نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا عَلَى الْإِسْلَامِ (الْجِهَادِ) مَا بَقِينَا أَبَدَا، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجِيبُهُمْ وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّه لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُ الْآخِرَهْ فَبَارِكْ فِي الْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ. متفق عليه.
4. عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قُلْنَا يَوْمَ الْخَنْدَقِ يَا رَسُولَ الله هَلْ مِنْ شَيْءٍ نَقُولُهُ، فَقَدْ بَلَغَتْ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ؟ قَالَ: نَعَمْ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِنَا وَآمِنْ رَوْعَاتِنَا. قَالَ: فَضَرَبَ الله عَزَّ وَجَلَّ وُجُوهَ أَعْدَائِهِ بِالرِّيحِ فَهَزَمَهُمْ الله عَزَّ وَجَلَّ بِالرِّيحِ. أخرجه أحمد.
5. وعن جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْخَنْدَقِ نَظَرْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَوَجَدْتُهُ قَدْ وَضَعَ حَجَرًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ إِزَارِهِ يُقِيمُ بِهِ صُلْبَهُ مِنَ الْجُوعِ. أخرجه أبو يعلى.
6. عَنْ رَجُلٍ مَنْ
أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَمَّا أَمَرَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَفْرِ الْخَنْدَقِ عَرَضَتْ لَهُمْ
صَخْرَةٌ، حَالَتْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْحَفْرِ، فَقَامَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخَذَ الْمِعْوَلَ وَوَضَعَ رِدَاءَهُ نَاحِيَةَ
الْخَنْدَقِ، وَقَالَ: تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ
لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، فَنَدَرَ ثُلُثُ الْحَجَرِ
وَسَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ قَائِمٌ يَنْظُرُ، فَبَرَقَ مَعَ ضَرْبَةِ رَسُولِ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرْقَةٌ، ثُمَّ ضَرَبَ الثَّانِيَةَ وَقَالَ:
تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ
السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، فَنَدَرَ الثُّلُثُ الْآخَرُ، فَبَرَقَتْ بَرْقَةٌ
فَرَآهَا سَلْمَانُ، ثُمَّ ضَرَبَ الثَّالِثَةَ وَقَالَ: تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ
صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
فَنَدَرَ الثُّلُثُ الْبَاقِي، وَخَرَجَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ وَجَلَسَ، قَالَ سَلْمَانُ: يَا رَسُولَ الله رَأَيْتُكَ
حِينَ ضَرَبْتَ مَا تَضْرِبُ ضَرْبَةً إِلَّا كَانَتْ مَعَهَا بَرْقَةٌ، قَالَ
لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا سَلْمَانُ رَأَيْتَ ذَلِكَ؟
فَقَالَ: إِي وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: فَإِنِّي
حِينَ ضَرَبْتُ الضَّرْبَةَ الْأُولَى رُفِعَتْ لِي مَدَائِنُ كِسْرَى وَمَا
حَوْلَهَا، وَمَدَائِنُ كَثِيرَةٌ حَتَّى رَأَيْتُهَا بِعَيْنَيَّ، قَالَ لَهُ
مَنْ حَضَرَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ الله ادْعُ الله أَنْ يَفْتَحَهَا
عَلَيْنَا وَيُغَنِّمَنَا دِيَارَهُمْ وَيُخَرِّبَ بِأَيْدِينَا بِلَادَهُمْ،
فَدَعَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ.
أخرجه النسائي.
$ $ $ $
وزارة الأوقاف والشئون الدينية - الإدارة العامة للوعظ والإرشاد
هاتف: 0097082807366 - فاكس: 0097082807414
info@palwakf.ps - www.palwakf.ps