خطب منبرية العدد 9 _فبراير 2010م

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

] وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً

مربع نص: الإصدار التاسعوَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (

خـُـطـب منـــبريّة مقـــترحـة

من إصدارات الإدارة العامة للوعظ والإرشاد – صفر 1431هـ - فبراير 2010م

·           الخطبة الأولى: أسباب انشرح القلب

ما من شك أن أعظم مطلوب لكل إنسان في هذه الحياة أن ينال السعادة، فما من خطوة يخطوها إنسان إلا وهو يريد من روائها شيئًا من السعادة، فما وقف العُبّاد في جوف المحراب إلا لتلقى السعادة في صدورهم، وما سعى طالب علم في تحصيله إلا لينال السعادة، وما عمل عامل إلا لجلب السعادة ودفع الشقاء. وإن السعادة تحصل للإنسان مهما كان حاله، إذا شعر بانشراح صدره وطيب نفسه، ومن فقد انشراح الصدر وطيب النفس فقد فَقَدَ السعادة التي ينشدها. وإن إسلامنا الحنيف جاء لتحقيق هذا المطلب النبيل، وجعل أعظم أسباب السعادة هي بالإسلام وتحقيق معنى العبودية لله رب العالمين، قال تعالى: ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ [الأنعام:125] وإن مِنْ أعظم أَسباب ضيق الصدر الإعراضُ عن الله تعالى، وتعلُّقُ القلب بغيره، والغفلةُ عن ذِكره، ومحبةُ سواه، فإن مَن أحبَّ شيئاً غيرَ الله عُذِّبَ به. كما قال الإمام ابن القيم في زاد المعاد.

العناصر:

1. السعادة من أَجلّ النعم التي يمنحها الله لعباده.

2. السعادة مطلب بشري، يسعى المسلم لنيله في الدنيا والآخرة.

3. التوحيد والإيمان أعظم أسباب حصول السعادة وانشراح الصدر.

4. العلم والعمل به من الأسباب التي يحصل بها انشراح الصدر.

5. الإحسانُ إلى الخَلْق ونفعُهم من الأسباب الجالبة للسعادة.

6. ومن ذلك الشجاعة والجهاد في سبيل الله تعالى.

7. ومن ذلك تركُ فضولِ النظر، والكلام، والاستماع، والمخالطةِ، والأكل، والنوم.

 

الآيات:

[ الزمر: 22، الأنعام: 125 ].

 

الأحاديث:

1. عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُبَيْبٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: كُنَّا فِي مَجْلِسٍ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ وَعَلَى رَأْسِهِ أَثَرُ مَاءٍ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُنَا: نَرَاكَ الْيَوْمَ طَيِّبَ النَّفْسِ، فَقَالَ: أَجَلْ وَالْحَمْدُ لله, ثُمَّ أَفَاضَ الْقَوْمُ فِي ذِكْرِ الْغِنَى، فَقَالَ: لاَ بَأْسَ بِالْغِنَى لِمَنِ اتَّقَى، وَالصِّحَّةُ لِمَنِ اتَّقَى خَيْرٌ مِنَ الْغِنَى، وَطِيبُ النَّفْسِ مِنَ النَّعِيمِ. حديث صحيح

 

2. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنْ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ الله انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ. حديث صحيح

 

3. عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جَاهِدُوا فِي سَبِيلِ الله فَإِنَّ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، يُنَجِّي اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِهِ مِنْ الْهَمِّ وَالْغَمِّ. حديث صحيح

 

4. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مَثَلَ الْمُنْفِقِ الْمُتَصَدِّقِ وَالْبَخِيلِ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ، مِنْ لَدُنْ ثُدِيِّهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا، فَإِذَا أَرَادَ الْمُنْفِقُ أَنْ يُنْفِقَ اتَّسَعَتْ عَلَيْهِ الدِّرْعُ، حَتَّى تُجِنَّ بَنَانَهُ وَتَعْفُوَ أَثَرَهُ، وَإِذَا أَرَادَ الْبَخِيلُ أَنْ يُنْفِقَ قَلَصَتْ وَلَزِمَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ مَوْضِعَهَا حَتَّى إِذَا أَخَذَتْهُ بِتَرْقُوَتِهِ، يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَشْهَدُ أنه رَأَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوَسِّعُهَا فَلَا تَتَّسِعُ. (راجع للضرورة كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد، للإمام ابن القيم).

$ $ $ $

·           الخطبة الثانية: الحث على الجهاد وفضل الشهادة

في ظل تواصل الاحتلال واستمرار جرائمه وتفننه في القتل والإيذاء، يحتاج المسلمون في فلسطين وغيرها دائمًا للتذكير بضرورة الجهاد في سبيل الله والحث عليه، وبيان فضله ومنزلته الرفيعة من دين الإسلام، وجعله معلمًا بارزًا في الحياة، والوقوف بقوة في وجه الفكر الذي يصور الجهاد والرباط على أنه وقوع في الضرر والتهلكة. وعن الشهادة وما جاء فيها من فضائل.

 

العناصر:

1. منذ بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن وفاته وهو في جهاد، وينتقل من جهاد إلى جهاد.

2. الجهاد ماض إلى قيام الساعة ما دامَ الإِسلامُ والمُسلِمونَ فِي قُطرٍ مِن أَقطارِ الأَرضِ، لا يبطله شيء.

3. ترك الجهاد من أسباب الذل والهوان التي لحقت الأمة، وقد نطق بذلك الوحي.

4. الدواعي إلى ضرورة الجهاد في فلسطين.

5. ولَا يُعتبرُ فِي الجِهادِ إِلَّا أَن يَقصدَ المُجاهدُ بِجهادِه أَن تَكونَ كَلمةُ اللهِ هِي العُليا.

 

الآيات:

[ البقرة: 153،154،214 - آل عمران: 139،157،169،200 - النور: 55 ].

 

الأحاديث:

1. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلَا أَنَّ رِجَالًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي، وَلَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ، مَا تَخَلَّفْتُ عَنْ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ.متفق عليه. حديث صحيح

 

2. وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِغَزوٍ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ النِفَاقٍ. أخرجه مسلم. وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ: مَنْ لَمْ يَغْزُ ولَمْ يُجَهِّزْ غَازِيًا أَوْ يَخْلُفْ غَازِيًا فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ، أَصَابَهُ اللهُ بِقَارِعَةٍ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ. حديث حسن، أَخرجَه أبو داود.

 

3. وَعَن أُمُّ حَارِثَةَ ابْنِ سُرَاقَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّهَا أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ؛ أَلَا تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ، وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ، أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرَْبٌ، فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ صَبَرْتُ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ فِي الْبُكَاءِ، قَالَ: يَا أُمَّ حَارِثَةَ، إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى. أخرجَه البُخارِيُّ

4. وعَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِىِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: الْقَتْلَى ثَلاثَةٌ: مُؤْمِنٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ الله فإِذَا لَقِي الْعَدُوَّ قَاتَلَ حَتَّى يُقتِلَ. قَالَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَليه وسَلَّم فِيهِ: فَذَلِكَ الشَّهِيدُ الْمُمْتَحَنُ فِي خَيْمَةِ الله تَحْتَ عَرْشِهِ، لاَ يَفْضُلُهُ النَّبِيُّونَ إِلاَ بِدَرَجَةِ النُّبُوَّةِ، وَمُؤْمِنٌ خَلَطَ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ الله، إِذَا لَقِي الْعَدُوَّ قَاتَلَ حَتَّى يُقْتَلَ. قَالَ النَّبيُ صَلَّى اللهُ عَليه وسَلَّم فِيهِ: مُمَصْمِصَةٌ مَحَتْ ذُنُوبَهُ وَخَطَايَاهُ، إِنَّ السَّيْفَ مَحَّاءٌ لِلْخَطَايَا، وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ، وَمُنَافِقٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَإِذَا لَقِي الْعَدُوَّ قَاتَلَ حَتَّى يُقْتَلَ فَذَاكَ فِي النَّارِ، إِنَّ السَّيْفَ لاَ يَمْحُو النِّفَاقَ. صحيح، رَواه الدَّارِميُّ.

 

5. وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ قَالَ لِأَصحَابِهِ: لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ بِأُحُدٍ، جَعَلَ اللهُ أَرْوَاحَهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ تَرِدُ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ، تَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا، وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ مُعَلَّقَةٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ، فَلَمَّا وَجَدُوا طِيبَ مَأْكَلِهِمْ وَمَشْرَبِهِمْ وَمَقِيلِهِمْ قَالُوا: مَنْ يُبَلِّغُ إِخْوَانَنَا عَنَّا أَنَّا أَحْيَاءٌ فِي الْجَنَّةِ، لِئَلَّا يَزْهَدُوا فِي الْجِهَادِ، وَلَا يَنْكُلُوا عِنْدَ الْحَرْبِ؟ فَقَالَ الله سُبْحَانَهُ: أَنَا أُبَلِّغُهُمْ عَنْكُمْ، قَالَ: فَأَنْزَلَ الله [وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ]. صحيح، أخرجه أبو داود.

$ $ $ $

·           الخطبة الثالثة: وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم

إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم الواجبات في الدين، ومن أعظم الحقوق الواجبة علينا تجاهه صلى الله عليه وسلم على هذا دل القران والسنة، وهذه المحبة ضرورية دينية حتى يقدم كل مسلم هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته على أي شيء، وينقاد للقرآن والسنة عن طوع ورضا ومحبة. إن هذه المحبة ليس شيئًا يدّعى ويُقال من غير برهان من العمل، فما أكثر من يدعي وما أقل من يعمل بما يدل على صدق محبته، فعلامة محبته هي إتباعه وتقديم سنته وهديه في كل صغيرة وكبيرة، ففيها الهدى والنور والنجاة يوم القيامة.

 

الآيات:

[ آل عمران: 31، المائدة: 18، التوبة: 24 ].

 

الأحاديث:

1. عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ. رواه البخاري.

 

2. عَنْ أَنَسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ؛ أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا للهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ. رواه البخاري.

 

3. عن عَبْدِ الله بْنَ هِشَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ الله لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الْآنَ واللهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْآنَ يَا عُمَرُ. رواه البخاري.

4. عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ السَّاعَةِ فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا، قَالَ: لَا شَيْءَ إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ، قَالَ أَنَسٌ: فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ، قَالَ أَنَسٌ: فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ. رواه البخاري.

 

·           الخطبة الرابعة: خذوا حذركم

من واجبات المسلمين أخذ الحذر من الأعداء، واتِّخاذ كل أسباب الحيطة منهم، حتى لا يأخذوهم على حين غِرة، أو ينتهزوا لديهم غفلة فينفذوا منها إليهم فيخترقوا الأسوار ويعرفوا الأسرار ويكشفوا الأستار. وقد جاء بذلك هدي القرآن: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا [النساء:71]. قال ابن عاشور: وأخذ الحذر هي أكبر قواعد القتال لاتّقاء خدع الأعداء. ومعنى ذلك أن لا يغترّوا بما بيَّنهم وبين العدوّ من هدنة وصُلح، فإنّ العدوّ وأنصاره يتربّصون بهم الدوائر، ومن بينهم منافقون هم أعداء في صورة أولياء. وقوله: "فانفروا ثُبات أو انفروا جميعاً" تفريع عن أخذ الحذر لأنّهم إذا أخذوا حذرهم تخيّروا أساليب القتال بحسب حال العدّو.

 

الآيات:

[ البقرة: 217 - التوبة: 73 - النساء: 71،102 - آل عمران: 100 - النساء: 76 - المائدة: 2 - الصف: 4 ].

 

الأحاديث :

1. عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِىِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: الدِّينُ النَّصِيحَةُ، قُلْنَا لِمَنْ؟ قَالَ:للهِِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ. أخرجه مسلم.

 

2. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ، طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ أَشْعَثَ رَأْسُهُ مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ، إِنْ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي السَّاقَةِ، إِنْ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ.

 

3. عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْتَعِينُوا عَلَى نَجَاحِ الْحَوَائِجِ بِالْكِتْمَانِ لَهَا فَإِنَّ كُلَّ ذِي نِعْمَةٍ مَحْسُودٌ. رواه البيهقي.

 

3. قال ابن جرير الطبري في قول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ . قال: يعني خذوا جُنَّتكم وأسلحتكم التي تتقون بها من عدوكم لغزوهم وحربهم.

 

$ $ $ $

 

وزارة الأوقاف والشئون الدينية - الإدارة العامة للوعظ والإرشاد

هاتف: 0097082807366 - فاكس: 0097082807414

info@palwakf.ps -  www.palwakf.ps