خطب منبرية العدد 11 _ مايو 2010م

مربع نص: الإصدار الثاني عشرِبسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

] وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً

وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (

خـُـطـب منـــبريّة مقـــترحـة

من إصدارات الإدارة العامة للوعظ والإرشاد – جمادي الأولى 1431هـ - مايو 2010م

·     الخطبة الأولى: غزوة مؤتة

هذا الدين حافل وزاخر بالمآثر والمفاخر التي تسطع في سمائه كلما طلعت شمس وغاب قمر، ومن هذه المفاخر التي سطّرها تاريخنا الإسلامي المجيد غزوة مؤتة التي تعتبر معجزة إيمانية وعسكرية في نفس الوقت، حيث تجلت فيها قوة الإيمان ومدى ما يفعله بأصحابه والحاملين لرايته، كما تجلت فيها العبقرية الإسلامية الفذّة التي بهرت عقول العالمين.

لم تكن هذه الغزوة عدواناً ولا تعدياً على حق الجوار لدولة الرومان، بل كانت تأديباً وتقليماً لأظافر وأنياب الدبّ الأصفر الروماني الذي حاول أن يتطاول على كرامة الأمة، حين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث بن عمير الأزدي بكتابه إلى عظيم بُصْرَي،‏ فعرض له شُرَحْبِيل بن عمرو الغساني - وكان عاملاً على البلقاء من أرض الشام من قبل قيصر - فأوثقه رباطاً، ثم قدمه، فضرب عنقه، فأعلن رسول الله صلي الله عليه وسلم الحرب وبعث جيشاً وأمّر عليه ثلاثة من القادة حيث تحصل للنبي الكريم صلي الله عليه وسلم على أول تماسّ وصدام مع دولة الرومان العجوز لتكون النهاية بحمد الله أن أصبحت في ذمة التاريخ يدرسّ في الكتاتيب لأجيال المسلمين.

 

العناصر:

1. الرسل لا تُقتل، واحترام الإسلام للأعراف الدولية العامة.

2. الإسلام يعلو ولا يُعلى عليه، ولا يقبل الامتهان.

3. مؤتة نموذج للتضحية، فالنبي يُرسل في هذه المهمة زيد بن حارثة وهو من أحب أصحابه إليه، وجعفر بن 4. أبي طالب وهو من قرابته وآل بيته.

5. العبر والعظات من غزوة مؤتة.

 

الآيات:

[البقرة: 19 - النساء: 71 - الحج: 39 - محمد: 7].

 

الأحاديث:

1. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنْ قُتِلَ زَيْدٌ فَجَعْفَرٌ، وَإِنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ"، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: كُنْتُ فِيهِمْ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ، فَالْتَمَسْنَا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَوَجَدْنَاهُ فِي الْقَتْلَى، وَوَجَدْنَا مَا فِي جَسَدِهِ بِضْعًا وَتِسْعِينَ مِنْ طَعْنَةٍ وَرَمْيَةٍ. أخرجه البخاري.

2. عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَى زَيْدًا وَجَعْفَرًا وَابْنَ رَوَاحَةَ لِلنَّاسِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ، فَقَالَ أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَ ابْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ، وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ، حَتَّى أَخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ. أخرجه البخاري.

وقال قَيْس بْن أَبِي حَازِمٍ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ يَقُولُ: لَقَدْ انْقَطَعَتْ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ فَمَا بَقِيَ فِي يَدِي إِلَّا صَفِيحَةٌ يَمَانِيَةٌ. أخرجه البخاري.

3. عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ". أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

4. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ، أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ". أخرجه البخاري.

ملاحظة: يرجع الخطيب إلى كتب السيرة ليقف على تفاصيل غزوة مؤتة.

$ $ $ $

 

·     الخطبة الثانية: الذكرى ( 62 ) لنكبة فلسطين

في الخامس عشر من مايو, أيار عام 1948م كانت أرض فلسطين المباركة على موعد مع جريمة إنسانية رهيبة، دبّرها الاستعمار الصليبي، ونفذها الحقد الصهيوني، وزُرعت هذه الدولة الكافرة في قلب الأمة الإسلامية تقطيعًا لوحدتها، وقاسمة لظهرها، وحماية لمصالح الكفر المشتركة في المنطقة، ونالت هذه الدولة حماية الدول والقوى الكافرة كلها، وأضفي على ذلك صبغة دينية مزعومة. وبعيدًا عن دور المسلمين وتقاعسهم جراء ما حدث من معضلة كبيرة في تاريخ الأمة وجغرافيتها، فإن ذلك وقع على حساب أصحاب الأرض الشرعيين، فتم تهجيرهم قسراً وبقوة السلاح والعدوان، وتضافرت قوى الشر والبغي الصهيونية والصليبية في حملة مسعورة ضد الشعب الفلسطيني الآمن.

إننا اليوم في ذكرى نكبة فلسطين عام 1948م، لا زلنا نتجرع غصتها ومرارتها، وإن المؤامرة لم تنتهي، والتهجير والطرد لم يتوقف، فمن وقت قريب كان القرار العنصري بطرد كل من لا يحمل هوية الضفة الغربية منها، وقد باشرت قوات الاحتلال بإصدار قرار طرد (200) فلسطيني من القطاع  يقطنون الضفة الغربية إلى القطاع المحاصر، والذي يمثل أكبر سجن عرفته الكرة الأرضية وصولاً إلى طرد غيرهم إلى الأردن. إن المسلمين وصلوا لحالة من الذلة والمهانة لم يقدروا معها على طرد حثالة من رعاع اليهود من حول مسجدهم المقدس، إن ذلك يستدعي نظرًا صحيحًا، وفهمًا إسلاميًا لحقيقة الأمر.

 

العناصر:

1. نكبة فلسطين حلقة من حلقات الصراع المستمر بين الحق والباطل.

2. لماذا هزمت الأمة في فلسطين؟ وكيف لها أن تنتصر؟

3. قضية فلسطين هي قضية الأمة الإسلامية كلها، وهي جزء من وطنهم الكبير.

4. حق العودة إلي فلسطين التاريخية حق مقدس لا يملك أحد أن يشطبه.

5. الحذر والانتباه لخطورة المؤامرات التي تستهدف الوجود العربي والإسلامي في فلسطين.

6. لا نؤمّل من القوى والمنظمات الدولية عونًا، فكلّها عون للكفر على الإسلام، إنما نصرنا من عند الله.

 

الآيات:

[البقرة: 153،190،217 - النساء: 71 - المائدة: 82 - الحج: 39 - محمد: 7 - الأنبياء: 105].

 

 


الأحاديث:

1. عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ". حديث صحيح أخرجه أبو داود وغيره.

2. عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: "بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسُُُِ". حديث حسن أخرجه أحمد.

3. عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمِِِِْ"، حديث صحيح أخرجه أحمد وغيره.

$ $ $ $

 

·     الخطبة الثالثة: المبشرات بانتصارات الإسلام

يمر المسلمون بمرحلة عصيبة من مراحل تاريخهم، وتكاد تغلب في هذه المرحلة عوامل اليأس ومشاعر الإحباط وهذا الشعور إذا استسلمت له الأنفس قتل فيها الهمم وخدَّر العزائم ودمّرَ الطموحات، وهذه المعاني هي التي تحرك الإرادة للعمل وبذل الجهد، ولهذا كان علينا أن نقاوم هذه المشاعر وأن نواجه حملات الأعداء المعادية بسلاح مضاد وهو نشر الأمل بانتصار الإسلام، وإحياء الرجاء في مستقبله، وشحن نفوس الجيل الصاعد بهذا الشعاع الذي يبدد ظلمات اليأس وغيوم الإحباط، وهذه المبشرات حفل بها القرآن الكريم والسنة النبوية ويشهد لها التاريخ والواقع والسنن الإلهية.

 

العناصر:

1. الله سبحانه وتعالى تكفّل بحفظ دينه

2. النبي صلى الله عليه وسلم كان يغرس الأمل في قلوب المؤمنين في أوقات الضيق والشدة، ويبشرهم بفتح كنوز كسرى وقيصر وهو محاصر في المدينة.

3. صحوة الناس الإسلامية مبشرٌ بالنصر وعز الإسلام.

 

الآيات:

[البقرة: 257 - آل عمران: 12،13 - التوبة: 32 - الأنفال: 36 - يوسف: 11 - النور: 55 - الحشر: 2].

 

الأحاديث :

1. عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَشَكَا إِلَيْهِ الْفَاقَةَ ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ فَشَكَا إِلَيْهِ قَطْعَ السَّبِيلِ، فَقَالَ: يَا عَدِيُّ هَلْ رَأَيْتَ الْحِيرَةَ؟، قُلْتُ: لَمْ أَرَهَا وَقَدْ أُنْبِئْتُ عَنْهَا، قَالَ: فَإِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنْ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لَا تَخَافُ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ، قُلْتُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِي: فَأَيْنَ دُعَّارُ طَيِّئٍ الَّذِينَ قَدْ سَعَّرُوا الْبِلَادَ، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتُفْتَحَنَّ كُنُوزُ كِسْرَى، قُلْتُ: كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ؟ قَالَ: كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الرَّجُلَ يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ يَطْلُبُ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنْهُ فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهُ مِنْهُ، وَلَيَلْقَيَنَّ اللَّهَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ يُتَرْجِمُ لَهُ، فَلَيَقُولَنَّ لَهُ: أَلَمْ أَبْعَثْ إِلَيْكَ رَسُولًا فَيُبَلِّغَكَ؟ فَيَقُولُ: بَلَى، فَيَقُولُ: أَلَمْ أُعْطِكَ مَالًا وَأُفْضِلْ عَلَيْكَ؟ فَيَقُولُ: بَلَى، فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا جَهَنَّمَ وَيَنْظُرُ عَنْ يَسَارِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا جَهَنَّمَ، قَالَ عَدِيٌّ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقَّةِ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ شِقَّةَ تَمْرَةٍ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ، قَالَ عَدِيٌّ: فَرَأَيْتُ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنْ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لَا تَخَافُ إِلَّا اللَّهَ، وَكُنْتُ فِيمَنْ افْتَتَحَ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكُمْ حَيَاةٌ لَتَرَوُنَّ مَا قَالَ النَّبِيُّ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ. متفق عليه.

2. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ. متفق عليه.

3. عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ". صحيح أخرجه أحمد.

$ $ $ $

 

·     الخطبة الرابعة: الإجازة الصيفية واستغلال الوقت بالالتحاق بمراكز تحفيظ القرآن والسنة

أولادنا فلذات أكبادنا ونحن مأمورون بتربيتهم والعناية بهم وتوجيههم لاستغلال أوقاتهم بما يعود عليهم بالنفع الدنيوي والأخروي وخير ما يتعلمه الأبناء كتاب الله عز وجل وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، وإذا لم يستغل الأولاد أوقات فراغهم في هذه الإجازة بالنفع فإنهم يستغلونها بما هو ضار وتذهب سدى.

 

العناصر:

1. الإجازة الصيفية بما فيها من فراغ على الأبناء استغلالها بما هو نافع.

2. الفراغ نعمة إذا استغلها المرء بما ينفع ونقمة وندامة إذا لم تستغل بالخير.

3. القرآن يتعلمه المتعلم بالتحصيل والجد وبالتلقي على أيدي العلماء والحفظة.

4. وزارة الأوقاف لها الدور الريادي في نشر مراكز تحفيظ القرآن في كافة محافظات الوطن.

5. حفظ القرآن وتلاوته ومدارسته عبادة يثاب عليها المسلم وينال والداه الدرجات.

 

الآيات:

[فاطر: 29 - المطففين: 26 - المزمل: 4].

 

الأحاديث:

1. عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِرَجُلٍ: "اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ؛ حَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ، وَفَرَاغَك قَبْلَ شَغْلِكَ، وَغِنَاك قَبْلَ فَقْرِكَ، وَشَبَابَك قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِك". أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه والحاكم في المستدرك، الحديث صحيح.

2. عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ". أخرجه الترمذي.

3. عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ". أخرجه البخاري.

 

وزارة الأوقاف والشئون الدينية - الإدارة العامة للوعظ والإرشاد

هاتف: 0097082807366 - فاكس: 0097082807414

info@palwakf.ps -  www.palwakf.ps