خطب منبرية العدد 13 _ يوليو 2010م

مربع نص: الإصدار الرابع عشرِبسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

] وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً

وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (

خـُـطـب منـــبريّة مقـــترحـة

من إصدارات الإدارة العامة للوعظ والإرشاد – رجب 1431هـ - يوليو 2010م

·     الخطبة الأولى: النظافة والصحة

تنتشر في شهر الصيف الأوبئة والأمراض والتي ربما تودي بحياة كثير من الناس إن أهملوا قواعد الصحة العامة، ولا شك أن عناية الإسلام بالنظافة والصحة جزء من عنايته بالمسلمين المادية والأدبية فالمسلم الهزيل أو المريض لا يمكن أن يقوم بأعباء الدين والوطن، لذلك فقد وفّر الإسلام أسباب الوقاية بما شرع من قواعد النظافة الدائمة كإماطة الأذى عن الطريق والجسم والثوب والمكان إضافة إلي الاغتسال والوضوء وغسل اليدين قبل وبعد الطعام إلي جانب تنظيف الفم والأسنان بالسواك والذي هو سنة مؤكدة إلي غير ذلك من أنواع النظافة والتطهير وهي كثيرة.

العناصر:

1.    حفظ البدن من مقاصد الشريعة الكبرى.

2.    اهتمام الإسلام بطرق الوقاية من الأمراض.

3.    اتقاء حر الصيف كان بارزًا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

الآيات:

[المائدة: 3/6 – الأعراف: 31/157 – المدثر: 4].

الأحاديث:

1. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "غسل يوم الجمعة على كل محتلم، وسواك ويمس من الطيب ما قدر عليه". أخرجه مسلم.

2. عن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "غطوا الإناء، وأوكوا السقاء، وأغلقوا الباب، وأطفئوا السراج، فإن الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح بابا ولا يكشف إناء، فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا ويذكر اسم الله فليفعل، فإن الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم". أخرجه مسلم. وزاد في رواية قال: "إذا كان جنح الليل- أو أمسيتم- فكفوا صبيانكم، فإن الشيطان ينتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم وأغلقوا الأبواب .. وأطفئوا مصابيحكم". أخرجه مسلم

3. عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان اليوم الحار فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم". أخرجه مسلم

4. عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إِذا كان أَحَدُكم في الفَيْءِ فَقَلَصَ عنه الظِّلُّ، فصار بعضُه في الشمس وبعضه في الظل، فَلْيقُم". أخرجه أبو داود

5.   عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب". أخرجه البخاري.

$ $ $ $


·     الخطبة الثانية: الإسراء والمعراج

تشرفت فلسطين بمعجزة الإسراء والمعراج، حيث كانت منتهى الإسراء وبداية المعراج وبالتالي أصبحت نقطة الارتكاز وهمزة الوصل بين الأرض والسماء وليكون شعب فلسطين ببركة هذه المعجزة شعب الإسراء والمعراج والشعب المرابط والذي تشرف بأن تكون أرضه مكاناً لانعقاد أشرف وأقدس اجتماع على مستوى القمة لأنبياء الله ورسله، وقد كان في هذا الاجتماع محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم. إن الإسراء والمعراج كمعجزة إلهية تحمل في طياتها وثناياها من الحكم والعبر الشيء الكثير والتي فيها تضميد الجراح والآلام التي أصيب بها النبي صلي الله عليه وسلم بعد رحلته إلى الطائف وفقد زوجته خديجة وعمه أبي طالب.

إضافة إلي رؤيته من آيات الله الكبرى حيث مشاهد الآخرة وثواب أهل الجنة وسوء عاقبة أهل النار ما يخفف عنه آلام المستقبل لدعوته المباركة كما أن الإسراء والمعراج كان فتنة وامتحاناً للمسلمين في مكة ليرتد ضعاف الإيمان بنبوته ويصفو ويخلُص صف المؤمنين الذي ستقوم على أكتافهم تأسيس دعائم الدولة في المدينة المنورة.

العناصر:

4.    أهـمية فلسطين عبر التاريخ.

5.    المعاناة التي مّر بها النبي صلي الله عليه وسلم قبل رحلة الإسراء والمعراج.

6.    معجزة الإسراء والمعراج كانت تتويجاً لصبر النبي صلي الله عليه وسلم وتقواه لمولاه والذي وصل به إلى المنتهى.

الآيات:

[الإسراء: 1،60- العنكبوت: 1،3 – النحل: 126،128 – الأحقاف: 25 – النجم: 1،5 – القلم: 48]

الأحاديث:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه، قال فركبته حتى أتيت بيت المقدس، قال: فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء قال: ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين، ثم خرجت فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن، فاخترت اللبن، فقال جبريل صلى الله عليه وسلم: اخترت الفطرة. ثم عرج بنا إلى السماء..." وذكر باقي الحديث. أخرجه مسلم.

$ $ $ $

·     الخطبة الثالثة: فضل شهر شعبان

لقد مَّيز الله تعالى شهر شعبان بميزات لم يجعلها لغير من الشهور، حيث أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام بالتوجه إلي الكعبة المشرفة قبلة إبراهيم عليه السلام بعد ستة عشر شهراً من التوجه إلي بيت المقدس في فلسطين أثناء الصلاة، وذلك من أجل خلوص النية والتجرد لله عز وجل أثناء الاستقبال للقبلة الجديدة (الكعبة) لا من أجل محاكاة الآباء والأجداد في تعظيمهم للبيت العتيق ولا من أجل أن تكون قبلتهم امتداداً لعبادة من سبقهم ولا تحقيقاً لرغباتهم ونزعاتهم بل امتثالاً وطاعة لأمر الله وحده سبحانه. إضافة إلى ذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر صيامه بعد رمضان في شهر شعبان وقد علل ذلك بأنه شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، وأنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى فأحب صلى الله عليه وسلم أن يرفع عمله وهو صائم.

العناصر:

1.    استقبال المسلمين للأقصى في فلسطين أول عهدهم.

2.    الحملة التشكيكية التي قام بها اليهود ضد هذا الدين.

3.    فضل الصيام في شعبان وغيره.

4.    الدوام على الطاعات لترفع الصحائف مثقلة بالحسنات والقربات.

الآيات:

[البقرة: 142 - آل عمران: 132 - الأنبياء: 63 - النور: 54 - الحشر: 7]

الأحاديث:

عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا، حتى نزلت الآية التي في البقرة ﴿ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ فنزلت بعد ما صلى النبي صلى الله عليه وسلم، فانطلق رجل من القوم فمر بناس من الأنصار وهم يصلون فحدثهم فولوا وجوههم قبل البيت. أخرجه مسلم.

1. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: بينما الناس في صلاة الصبح بقباء إذ جاءهم آت فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها. وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة.
أخرجه مسلم.

2. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله رأيتك تصوم من شعبان صوما لا تصومه في شيء من الشهور إلا في شهر رمضان، قال: "ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب وشهر رمضان ترفع فيه أعمال الناس فأحب أن لا يرفع عملي إلا وأن صائم". صحيح أخرجه النسائي وغيره

$ $ $ $

·     الخطبة الرابعة: ليلة النصف من شعبان

من رحمة الله تعالى بعباده أن تودد إليهم وتحنن عليهم وما من أمة أكرمها الله تعالى بكرامات التوبة والمغفرة ليل نهار كهذه الأمة المرحومة – إن شاء الله - ومن هذه الليالي المباركة المشهورة ليلة النصف من شعبان حيث يغفر الله سبحانه لكل عباده إلا لمشرك أو مشاحن وإنها والله لمغفرة تستحق منا العمل من أجلها فراراً من الشرك وانعتاقا من التشاحن المؤدي إلي التهاجر والتدابر بين المسلمين والتمسك بعرى الأخوة الإيمانية التي أنعم الله بها علينا.

العناصر:

1.    صفة الرحمة المغفرة من الله تعالي لعباده.

2.    الشرك ظلم عظيم يمنع رحمة الله الخاصة بالمؤمنين.

3.    التشاحن ليس من صفات المؤمنين.

4.    القلب السليم هو العملة الوحيدة لدخول الجنة.

5.    بالحب والإيمان يعيش الناس جنة الدنيا قبل جنة الآخرة.

الآيات:

[النساء: 31/48 - الأعراف: 156 - الفرقان: 63،70 - الزمر: 53 - غافر: 1،3]

الأحاديث:

1. عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "يطلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن". صحيح أخرجه أحمد، وفي رواية عن أبي ثعلبة مرفوعًا: "إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه فيغفر للمؤمنين و يملي للكافرين و يدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه".

2. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: لما نزلت ﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: أينا لا يظلم نفسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس هو كما تظنون، إنما هو كما قال لقمان لابنه: ﴿ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ . متفق عليه.

3. عن أبى ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله عز وجل: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وأزيد، ومن جاء بالسيئة فجزاؤه سيئة مثلها أو أغفر، ومن تقرب منى شبرا تقربت منه ذراعا، ومن تقرب منى ذراعا تقربت منه باعا، ومن أتانى يمشى أتيته هرولة، ومن لقينى بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بى شيئا لقيته بمثلها مغفرة". أخرجه مسلم.

4. عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار". صحيح أخرجه أبو داود.

$ $ $ $

·     الخطبة الخامسة: خير الناس أنفعهم للناس

المؤمن الحق تلمح في بريق عينيه بوارق البذل وتسمع من فلتات لسانه كلمات البر وتشم بين ثنايا أفعاله رائحة احتراق النفس ليسعد الآخرون وفناءها ليحيا البائسون ودفنها في التراب لينبت على أثرها المحرومون والإحساس بالمؤمنين والمواساة لهم أنواع: (مواساة بالمال, ومواساة بالجاه، ومواساة بالبدن والخدمة, ومواساة بالنصيحة والإرشاد, ومواساة بالدعاء والاستغفار لهم, ومواساة بالتوجع لهم) وعلى قدر الإيمان تكون هذه المواساة فكلما ضعف الإيمان ضعفت المواساة, وكلما قوي قويت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الناس مواساة لأصحابه بذلك كله فلأتباعه من المواساة بحسب إتباعهم.

عناصر:

1.    للمواساة أجر عظيم وثواب كبير في دنيا فاعله وآخرته.

2.    إذا كان بذل المعروف هو تقييد له من الزوال فإن حرمانه للمستحقين إيذان بذهابه.

3.    من معينات المواساة الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وشكر الله عليها والتواضع للخلق والشفقة عليهم.

الآيات:

[آل عمران: 92 - المائدة: 2 - الذاريات: 19 - الطلاق: 2،3 - الإنسان: 7 - الفجر:17،18]

الأحاديث:

1. عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال: "أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم أو يكشف عنه كربة أو يقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد - يعني مسجد المدينة - شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام، وإن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل". أخرجه الطبراني، وذكره الألباني في الصحيحة.

2. وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تبسمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك الرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة". صحيح أخرجه الترمذي.

 

$ $ $ $