ِبسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
] وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً
وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (
خـُـطـب منـــبريّة مقـــترحـة
من إصدارات الإدارة العامة للوعظ والإرشاد – شعبان 1431هـ - أغسطس 2010م
· الخطبة الأولى: كيف نستقبل رمضان
إن خير ما يستقبل به هذا الضيف الكريم الذي طال انتظاره التوبة النصوح والإنابة إلي الله عز وجل، ولأن صوم رمضان فيه تزكية وتطهير للنفس وارتقاء بالروح إلي مصاف الملائكة الذين لا يأكلون ولا يشربون كان لزاماً على المسلم أن ينقى ويطهر قلبه موضع نظر الرحمن من كل الأدران والعيوب المانعة من تمكن التقوى في حنايا القلب, فأساس التهذيب والتربية (التخلية قبل التحلية)، وإذا كانت التوبة مطلوبة في كل وقت وآن فإنها أكثر طلبة ووجوباً حين يحل الوافد ويعود الغائب وصولاً إلي مغفرة الذنوب ومن أجل أن تولد النفس والروح من جديد.
الآيات:
[النساء: 17،18،48،106،110 - الأعراف: 23 - الأنفال: 33 - التوبة: 102،104،112،118 - غافر: 3].
الأحاديث:
1. عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "وَاللهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً" [أخرجه البخاري].
2. عن أنس بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ، فَلَاةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَأَيِسَ مِنْهَا، فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ، إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا"، ثُمَّ قَالَ: "مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ" [أخرجه مسلم].
3. عن أبي موسى الأشعرى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها" [أخرجه مسلم].
4. عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ" [أخرجه أحمد ورجاله ثقات].
5. عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال: قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "إن الله عزوجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر" [أخرجه الترمذي].
$ $ $ $
· الخطبة الثانية: ضيف حلّ بساحتنا
نفحة من نفحات الله قد هبت علينا وبركة من بركاته قد حوتنا إنها شهر الصيام شهر رمضان، وإذا كان من حق يوسف عليه السلام أن يتباهى على إخوانه الأحد عشر فمن حق شهر رمضان أن يتباهى ويفتخر على إخوانه الأحد عشر من الشهور إذ هو الشهر الوحيد من بين الشهور الذي ذكره الله في كتابه العزيز وكفى به شرفاً أن نزل فيه أفضل كتاب - القرآن الكريم - على أفضل نبي - محمد صلى الله عليه وسلم - في أفضل ليلة - ليلة القدر - بواسطة أفضل ملك - جبريل عليه السلام - شهر تفتح فيه الجنان وتغُلق فيه النيران وتقيد فيه مردة الشياطين تضاعف فيه الحسنات وتحط فيه السيئات وترفع فيه الدرجات وتتنزل فيه الرحمات فتتآلف فيه القلوب وتتعاطف فيه المشاعر ويتسابق الناس في إقامة الشعائر فيا فرحة الفائز ويا ندامة الخاسر.
الآيات:
[البقرة: 183،185].
الأحاديث:
1. عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فيما يروي عن ربه: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" [رواه الإمام البخاري في صحيحه].
2. عن سهل بن سعد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل معهم أحد غيرهم يقال أين الصائمون فيدخلون منه فإذا دخل آخرهم أغلق فلم يدخل منه أحد" [رواه البخاري ومسلم].
3. عن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "ما من عبد يصوم يوما فى سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً: [رواه مسلم].
4. عن أبي هريرة قال: قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" [البخاري ومسلم].
5. عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين" [رواه البخاري ومسلم].
$ $ $ $
· الخطبة الثالثة: آداب الصيام
لقد علل النبي صلى الله عليه وسلم بعثته ورسالته بقوله: "إنما بعثت لأتم مكارم الأخلاق". فالأخلاق والآداب هي الثمرة المنتظرة والمفترضة لكل عبادات وأركان هذا الدين العظيم والتي منها فريضة الصيام في شهر رمضان وفي غير شهر رمضان, فالامتناع عن الطعام والشراب والشهوة ليس هو حقيقة الصيام بل هو صوره ومظهر الصيام وبالتالي فإن حقيقة الصيام ومعناه هو خروج عن كل المألوفات اليومية والضرارات القاهرة الضاغطة وصولاً إلي التسامي والتألق والاصطفاف إلي جانب الملائكة الذين لا يأكلون ولا يشربون ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
والصيام هو ضبط للأعصاب واتزان للانفعالات فلا تنّد كلمة ولا تفلت عبارة أو حركة تخرج هذا الصائم عن ملائكته وتألقه وكما قال أحد المربين: (إذا صمت فلا يكن يوم صومك ويوم إفطارك سواء).
الآيات:
[البقرة: 183،185 - آل عمران: 134 - المائدة 82 , 64 - القلم: 4 - الاسراء: 4،5،6،7].
الأحاديث:
1. عن أبي الدرداء رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "ما من شىء أثقل فى الميزان من حسن الخلق" [أخرجه أبو داود وصححه الألباني].
2. عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: سئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ فَقَالَ: "تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ وَسُئِلَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ فَقَالَ الْفَمُ وَالْفَرْجُ" [رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح].
3. عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا قالت: سمعت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إن المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجة القائم الصائم" [أبو داود، وابن حبان عن عائشة].
4. عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلاَ يَرْفُثْ، وَلاَ يَجْهَلْ، فَإِنْ جَهِلَ عَلَيْهِ أَحَدٌ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ" [رواه ابن ماجه وأحمد].
5. عن أبى هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:"لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة" [رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ ].
$ $ $ $
· الخطبة الرابعة:
- انتصار بدر
شيء طبيعي أن يفرض الصيام على أمة فرض عليها الجهاد في سبيل الله ذلك أن الصيام يفجر طاقات الصمود والثبات والتحدي أمام الضرورات القاهرة إنه انتصار حتمي وبإذن الله على كل الأعداء والخصوم مهما كانت قوتهم.
لقد قُدّر لانتصار بدر أن تتوافر فيه كل أسباب الظفر والتمكين: معية الله أولاً والتي استنزلها الصحب الكرام بصدق الإيمان به سبحانه ثم الاعتماد عليه وحده جل في علاه والتجرد من كل حولهم وقوتهم إضافة إلي الدعاء واللجوء إلى الله عز وجل مع وحده القيادة ومركز التوجيه زيادة على احترام قانون الأسباب الأرضية ببذل الجهد والوسع وغير ذلك كثير ومبثوث في كتب السيرة المباركة.
الآيات:
[الأنفال: 1،75 - البقرة: 111،123،126 - النساء: 74،76 – الحج: 19 - محمد: 4،9].
تنويه: لمزيد من التفصيل يرجى من الخطيب الرجوع إلى كتب السيرة.
- حريق الأقصى 21 /8/1969م.
تهل علينا مع كل إطلاله يوم الواحد والعشرين من شهر أغسطس (8) ذكرى حريق الأقصى المبارك في العام الـ69 وإنها والله لذكرى تنكأ الجراح القديمة لتضاف إلي الجراح التي تزداد وتيرتها ليل ونهار وفي كل وقت وفي كل آن, من تطويق وعزل للمسجد الأقصى ومنع الصلاة فيه واقتحامه من قبل المستوطنين وغيرهم من كل ملل الأرض إضافة إلى الأنفاق التي فرغته من القواعد فأصبح معلقاً في الهواء, يضاف إلي ذلك إحاطته بالكنس اليهود والتي كان آخرها كنيس الخراب ولا زالت الأمور تزاد سوءً في البلدة القديمة فهل من منقذ أو مخلص وهل من صلاح للدين جديد؟
$ $ $ $
وزارة الأوقاف والشئون الدينية - الإدارة العامة للوعظ والإرشاد
هاتف: 0097082807366 - فاكس: 0097082807414
info@palwakf.ps – www.palwak
برنامج قراءة القرآن في رمضان
1. ختم المصحف كل ثلاثة أيام، بمعدل قراءة عشر أجزاء كل يوم، حيث يحصل للقارئ عشر ختمات خلال الشهر. في حين كان القارئ موظفًاً أو عاملاً يحرص على قراءة جزء الضحى إما بعد الظهر أو قبل العشاء.
وقت السحر (قبيل السحور) |
بعد الفجر إلى الضحى |
في وقت الضحى |
قبل صلاة الظهر |
قبل صلاة العصر |
بعد العصر إلى المغرب |
جزءان |
جزءان |
جزء |
جزء |
جزء |
ثلاثة أجزاء |
المجموع |
عشرة أجزاء × 3 = 30 جزء |