ِبسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
] وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً
وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (
خـُـطـب منـــبريّة مقـــترحـة
من إصدارات الإدارة العامة للوعظ والإرشاد – ذو القعدة 1431هـ - نوفمبر 2010م
· الخطبة الأولي: فضل العشر الأوائل من ذي الحجة
بعد أيام قليلة يهل علينا هلال شهر ذي الحجة أحد الشهور الحرم التي فضلها الله منذ خلق السماوات والأرض, والمؤمن الصادق يترصد مواسم الخير والطاعة لينتهزها ويسارع إلى العبادة فيها بهمة عالية وإرادة لا تعرف الخمول ولا الكسل، وإنَّ من مواسم الخير والطاعة العشر الأوائل التي أقسم الله تعالى في كتابه تنويهاً بجلالها وعظمها وبالتالي فجدير بالسالك إلي مرضاة ربه أن يغتنم هذه الأيام المباركات في الطاعات وعمل الصالحات.
الآيات:
[البقرة: 203 - آل عمران: 133،136 - التوبة: 36 - الأنبياء: 90 - المؤمنون: 61 - الفجر: 1-4].
الأحاديث:
1. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: "افعلوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته، يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوا الله أن يستر عوراتكم، وأن يؤمن روعاتكم" حديث حسن.
2. عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام" قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله! فقال صلى الله عليه وسلم: "ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع بشيء من ذلك" حديث صحيح.
3. روى الطبراني أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد" حديث صحيح.
4. عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده" حديث صحيح.
$ $ $
· الخطبة الثانية:
v وعد بلفور 2/11/1917م
مرت علينا ذكرى وعد بلفور ذلك الوعد المشؤوم الذي أعطى فيه من لا يملك من لا يستحق، وتتحمل مسؤوليته بريطانيا المجرمة ممثلة بوزير خارجيتها (آرثر بلفور) ولا يزال شعبنا المسروق يدفع ثمن أكبر عملية سرقة لشعب وأرض في تاريخ البشرية.
v الحج فريضة شرعية
الحج فريضة شرعية ومناسبة عمرية إذ يجب على المسلم المستطيع في حياته مرة واحدة يتنقل فيه من بلده إلي بلد لا يعرفه وظروف لم يألفها ينفق فيه ماله ويترك عياله ويبذل جهده ويتكبد مشاق السفر ومتاعب الحلّ والترحال والنزول والانتقال في مواقف يزدحم فيها الناس في الزمان والمكان نفسهما. والحج هو ملتقى المسلمين وهو المجمع العظيم, تتلاقى أمم اختلفت ألسنتها وألوانها وأوطانها وطباعها وفيه تتطابق العبادات القلبية والمالية والبدنية واللسانية وفيه تتعانق الحكم التربوية والدعوية والإجتماعية.
الآيات:
[البقرة: 96- آل عمران: 96،97 - الحج: 25،37].
الأحاديث:
1. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: "تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحج المبرور ثواب دون الجنة" حديث صحيح.
2. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما, والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" حديث صحيح.
3. عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: "قلت: يا رسول الله! على النساء جهاد؟ قال: نعم! عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة" حديث صحيح.
$ $ $
· الخطبة الثالثة: مقاصد الحج وغاياته
المسلم عظيم اليقين بعلم الله سبحانه بحقائق الأمور وبأنه عز وجل يريد بعباده الخير ويشرع لهم ما فيه مصلحتهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة ولذلك فإن الحاج الحق يكون مستسلماً لأمر مولاه تعالى فيفعل ما أمره ربه دون تردد أو تأخر سواء أحبت نفسه ذلك أو كرهته وسواء عرف سبب الأمر الشرعي وحكمة التشريع أو لم يعرف ذلك.
لذا كانت مناسباً أن نتعرف على بعض مقاصد الحج ومنافعه التي ينبغي للحاج أن يعرفها ويطلبها ومنها: التربية على التسليم لله والانقياد لشرعية, إقامة التوحيد, تعظيم الشعائر والحرمات, الإكثار من ذكر الله, محبة الرسول صلى الله عليه وسلم, ربط الحجيج بأسلافهم, تعميق الأخوة الإيمانية والبراءة من المشركين, تذكير باليوم الآخر, تحقيق التقوى, التربية على الأخلاق الحسنة والعادات الجميلة.
الأيات:
[البقرة: 196،197 - آل عمران: 13 - النساء: 56 - الأنعام: 261 - الحج: 30،62،92].
الأحاديث:
1. عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قبل الحجر وقال: "إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك" حديث صحيح.
2. قال صلى الله عليه وسلم: "إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله" حديث صحيح.
3. قال صلى الله عليه وسلم: "خذوا عني مناسككم" حديث صحيح.
4. قال صلى الله عليه وسلم: "كل شيئ من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع" حديث صحيح.
5. خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق فقال: "يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى أبلغت" قالوا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: "أي يوم هذا؟" قالوا يوم حرام، ثم قال: "أي شهر هذا؟" قالوا شهر حرام، ثم قال: "أي بلد هذا؟" قالوا بلد حرام، قال: "فإن الله قد حرم بينكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا أبلغت قالوا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليبلغ الشاهد الغائب" حديث صحيح.
$ $ $ $
· الخطبة الرابعة: تائبون آيبون لربهم حامدون
بعد رحلة ميمونة إلي البيت العتيق مهوى الأفئدة والقلوب يرجع الطائر إلي عشه ويعود الحاج إلي وطنه بعد أن فَرَغ من مشاعر العبودية والتجرد لله عزو جل يعود إلي بلده إنساناً آخر ومسلماً مؤمناً قد ولد من جديد وإنها لبداية وصفحة بيضاء يلمسها الناس في هذا العائد أدباً وخلقاً وسلوكاً ومشاعراً وزهداً في دنياه وإقبالاً على آخراه وحباً للخير ومعروفاً للغير واستمراراً على طاعة وفراراً من معصيه.
الآيات:
[آل عمران: 200 - هود: 112 - الحج: 99 - الكهف: 110].
الأحاديث:
1. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما, والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" حديث صحيح.
2. ورد أن الحسن البصري وغيره قالوا : إن الحج المبرور الذي يكون حال صاحبه بعد الحج خيراً من قبله.
3. عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه" حديث صحيح.
4. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: "قال الله تبارك وتعالى:(أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه)" حديث صحيح.
$ $ $ $
وزارة الأوقاف والشئون الدينية - الإدارة العامة للوعظ والإرشاد
هاتف: 0097082807366 - فاكس: 0097082807414
info@palwakf.ps - www.palwakf.ps
فضل الأيام العشر من ذي الحجة .. والعمل الصالح فيها
حريٌ بالمسلم أن يستقبل مواسم الخير عامة بالتوبة النصوح ذلك أنه ما حرم أحداً خيراً إلا بسبب ذنوبه، سواء كان خيراً دينياً أو دنيوياً قال الله تعالى: ]وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ[ [الشورى: 30] فالذنوب لها آثار خطيرة على القلوب، وكما أن السموم تضر الأبدان ولابد من إخراجها من الجسم، كذلك الذنوب تؤثر على القلوب تأثير بالغاً، منها أن المعاصي تزرع أمثالها وتجر أخواتها حتى يصعب على العبد مفارقتها والخروج منها فسارع- أخي المسلم- إلى التوبة النصوح، واستقبل هذه الأيام بالبعد عن المعاصي والذنوب، وأكثر من الاستغفار وذكر الله عز وجل فلا يعلم أحدنا متى يفجأه الموت ويرحل من هذه الدنيا.
ومن الأعمال التي لا تغيب عن العاملين المسارعين للجنات:
1- الإكثار من الأعمال الصالحة عموما لقوله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر". ومن الأعمال الصالحة التي غفل عنها بعض الناس: قراءة القرآن وكثرة الصدقة، والإنفاق على المساكين، والأمر بالمعروف والنهـي عن المنكر وغيرها.
2- الصلاة: يستحب التبكير إلى الفرائض والمسارعة إلى الصف الأول، والإكثار من النوافل، فإنها من أفضل القربات.
3- الصيام: لدخوله في الأعمال الصالحة، فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر" رواه الإمام احمد و أبو داود والنسائي .
4- أداء الحج والعمرة لقوله صلى الله عليه وسلم: ".. والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " رواه مسلم .
5- التكبير والتهليل والتحميد: قال الإمام البخاري- رحمه الله-: " كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما- يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما". وقال أيضاً: "وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل السوق حتى ترتج منى تكبيرا ".
فحري بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التي هجرت في هذه الأيام، وتكاد تنسى حتى من أهل الصلاح والخير لخلاف ما كان عليه السلف الصالح. والتكبير نوعان مطلق ومقيد:
"يشرع في عيد الأضحى التكبير المطلق، والمقيد، فالتكبير المطلق في جميع الأوقات من أول دخول شهر ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق. وأما التكبير المقيد فيكون في أدبار الصلوات المفروضة من صلاة الصبح يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق، وقد دل على مشروعية ذلك الإجماع، وفعل الصحابة رضي الله عنهم ".
صيغة التكبير:
- الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر كبيراً .
- الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله. والله أكبر. الله أكبر ولله الحمد.
- الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله. والله أكبر. الله أكبر. الله أكبر ولله الحمد.
اللهم وفقنا إلى عمل الطاعات واجعلنا من عبادك المخلصين
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين