خطب منبرية العدد 18 _ يناير 2011م

مربع نص: الإصدار التاسع عشرِبسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

] وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً

وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (

خـُـطـب منـــبريّة مقـــترحـة

من إصدارات الإدارة العامة للوعظ والإرشاد – صفر 1432هـ - يناير 2011م

·     الخطبة الأولى:المحبة

المحبة هي المنزلة التي تنافس فيها المتنافسون، وإليها شخص العاملون، وإلى علمها  شمر السابقون وعليها تفاني المحبون. المحبة تحمل أثقال السائرين إلي بلاد لم يكونوا بالغيها إلا بشق الأنفس لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة. إذ لهم من معية محبوبهم أوفى نصيب وقد قضى الله يوم قدَّر مقادير الخلائق بمشيئتة وحكمته البالغة أن المرء مع من أحب، فيالها من نعمة على المحبين.

الآيات:

[ البقرة:165، 195، 222- آل عمران:146، 159 - المائدة:18، 54 ].

الأحاديث:

1. عن أَبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (إِذَا أَحَبَّ اللهُ تَعَالَى العَبْدَ، نَادَى جِبْريلَ:إنَّ الله تَعَالَى يُحِبُّ فُلاناً، فَأَحْبِبْهُ، فَيُحِبُّهُ جِبريلُ، فَيُنَادِي في أَهْلِ السَّمَاءِ:إنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلاناً، فَأحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ القَبُولُ في الأرْضِ) متفق عليه. وفي رواية لمسلم:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله تعالى إذا أحب عبداً دعا جبريلَ، فقال:إنّي أُحِبُّ فلاناً فأحببهُ، فيحبُّهُ جبريلُ، ثمَّ ينادي في السماءِ، فيقول:إنَّ اللهَ يحبُّ فلاناً فأحبوهُ، فيحبُّهُ أهلُ السماءِ، ثمَّ يوضعُ لهُ القبولُ في الأرضِ، وَإِذَا أبْغَضَ عَبْداً دَعَا جِبْريلَ، فَيَقُولُ:إنّي أُبْغِضُ فُلاناً فَأبْغِضْهُ. فَيُبغِضُهُ جِبريلُ ثُمَّ يُنَادِي في أَهْلِ السَّماءِ:إنَّ الله يُبْغِضُ فُلاناً فَأبْغِضُوهُ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ البَغْضَاءُ في الأَرْضِ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

2. عن أنس رضي الله عنه، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (لا يُؤمِنُ أحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحبُّ لِنَفْسِهِ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

3. عن سعد بن أَبي وقاص رضي الله عنه، قَالَ:سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (إنَّ الله يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الغَنِيّ الْخَفِيَّ) رواه مسلم.

4. عن عمرو بن شعيب، عن أبيهِ، عن جَدِّهِ رضي الله عنه، قَالَ:قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ يُحِبُّ أنْ يُرَى أثَرُ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ) رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن).

$ $ $ $

·     الخطبة الثانية:قيمة الوقت

الإسلام دين يعرف قيمة الوقت ويقدر خطورة الزمن, ويؤكد الحكمة الغالية (الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك) ويجعل من دلائل الإيمان وأمارات التقى أن يعي المسلم هذه الحقيقة وبالتالي فالعاقل يستقبل أيامه استقبال الضنين للثروة الغالية لا يفرط في قليلها فضلاً عن كثيرها ويجتهد أن يضع كل شيئ مهما كان ضئيلاً بموضعه اللائق به.


الآيات:

[يونس:45- طه:103، 104 – النازعات:46 – المجادلة:6 – يونس:6 – الروم:17، 18 - القصص:73].

الأحاديث:

1. عن أَبي برزة - براء ثُمَّ زاي - نَضْلَة بن عبيد الأسلمي رضي الله عنه، قَالَ:قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَومَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أفنَاهُ؟ وَعَنْ عِلمِهِ فِيمَ فَعَلَ فِيهِ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أيْنَ اكْتَسَبَهُ؟ وَفيمَ أنْفَقَهُ؟ وَعَنْ جِسمِهِ فِيمَ أبلاهُ؟) رواه الترمذي، وَقالَ: (حديث حسن صحيح).

2. عن ابن عباس رضي الله عنهما، قَالَ:قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (نِعْمَتَانِ مَغبونٌ فيهما كَثيرٌ مِنَ النَّاسِ:الصِّحَّةُ، وَالفَرَاغُ) رواه البخاري.

3. عن عائشة رضي الله عنها:أنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم دخل عَلَيْهَا وعِندها امرأةٌ، قَالَ: (مَنْ هذِهِ ؟) قَالَتْ:هذِهِ فُلاَنَةٌ تَذْكُرُ مِنْ صَلاتِهَا. قَالَ: (مهْ، عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ، فَواللهِ لاَ يَمَلُّ اللهُ حَتَّى تَمَلُّوا) وكَانَ أَحَبُّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَا دَاوَمَ صَاحِبُهُ عَلَيهِ. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

4. عن صخر بن وَداعَةَ الغامِدِيِّ الصحابيِّ رضي الله عنه:أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي في بُكُورِهَا) وَكَانَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً أَوْ جَيْشَاً بَعَثَهُمْ مِنْ أوَّلِ النَّهَارِ. وَكَانَ صَخْرٌ تَاجِراً، وَكَانَ يَبْعَثُ تِجَارَتَهُ أوَّلَ النَّهَار، فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ. رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: (حديث حسن).

$ $ $ $

·     الخطبة الثالثة:الدعوة إلي التكافل والتعاون ومساعدة المحتاجين

لا زال شعبنا يعانى وطأة الحصار وشدة الحرمان من مستلزمات العيش الكريم , الأمر الذي أدى إلى وصول الأوضاع الاقتصادية والمادية إلي حد من التدني لم يصل إليه شعب يعيش حضارة القرن الواحد والعشرين. وبالتالي فإن الحاجة ماسّة إلي بث روح التكافل والتعاون بين شرائح المجتمع الفلسطيني بإعتبار أن هذه الروح هى إكسير البقاء والثبات والصمود أمام المؤامرات المحلية والدولية والكونية التى ضربنا بها أعداؤنا عن قوس واحدة.

الآيات:

[آل عمران:180 – المائدة:2 - النساء:29 - النور:33 - الطلاق:7 – الحشر:9 - البلد 16، 11]

 الأحاديث:

1. عن ابن عمر رضي اللهُ عنهما، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (لاَ حَسَدَ إِلاَّ في اثْنَتَيْنِ:رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ القُرْآنَ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاء اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً، فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ) متفقٌ عَلَيْهِ.

2. عن أَبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قَالَ:بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ، فَجَعَلَ يَصرِفُ بَصَرَهُ يَميناً وَشِمَالاً، فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَليَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا ظَهرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا زَادَ لَهُ) فَذَكَرَ مِنْ أصْنَافِ المالِ مَا ذكر حَتَّى رَأيْنَا أنَّهُ لاَ حَقَّ لأحَدٍ مِنَّا في فَضْلٍ. رواه مسلم.

3. عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قال:أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ إلاَّ مَلَكانِ يَنْزلاَنِ، فَيقُولُ أحَدُهُمَا:اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفقاً خَلَفاً، وَيَقُولُ الآخَرُ:اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكاً تلَفاً)  مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.


4. عن أَبي هريرة رضي الله عنه قَالَ:قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (طَعَامُ الاثْنَيْنِ كَافِي الثَّلاَثَةِ، وَطَعَامُ الثَّلاَثَةِ كَافِي الأربَعَةِ) متفقٌ عَلَيْهِ.

5. عن أَبي موسى رضي الله عنه، قَالَ:قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الأشْعَرِيِّينَ إِذَا أرْمَلُوا في الغَزْوِ، أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بالمَديِنَةِ، جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ في ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ في إنَاءٍ وَاحدٍ بالسَّوِيَّةِ فَهُمْ مِنِّي وَأنَا مِنْهُمْ) متفقٌ عَلَيْهِ.

$ $ $ $

·     الخطبة الرابعة:شؤم المعصية

كان السلف الصالح رضي الله عنهم, إذا نزل بأحدهم بلاء أو شكا من أمر من أمور الدنيا حلّ به رجع في ذلك إلي نفسه وعاد باللائمة عليها وقال لابد أني أذنبت ذنباً لا بد أني قد قصرت في حق الله تعالي, لا بد أنني فرطت في جنب الله, ظلمت عبداً من عباد الله ضيعت فريضة من فراض الله , انتهكت حرمةمن حرمات الله فسرعان مايرجع إلي ربه ويقرع بابه تائباً مستغفراً.

الآيات:

[آل عمران:147 - النساء:79 - الأعراف:23 - الانفال:25 - طه:123, 126 - النحل:112].

الأحاديث:

1. عن أَبي هريرة رضي الله عنه:أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (تُفْتَحُ أبْوابُ الجَنَّةِ يَوْمَ الإثْنَيْنِ ويَوْمَ الخَمْيِسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئاً، إِلاَّ رَجُلاً كَانَتْ بينهُ وَبَيْنَ أخِيهِ شَحْناءُ فَيُقَالُ:أنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا! أَنْظِرُوا هَذَينِ حَتَّى يَصْطَلِحَا !). رواه مسلم. وفي روايةٍ لَهُ: (تُعْرَضُ الأعْمالُ في كُلِّ يَوْمِ خَمِيسٍ وإثْنَيْن) وذَكَرَ نَحْوَهُ.

2. عن أَبي هريرة رضي الله عنه:أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (إيَّاكُمْ وَالحَسَدَ ؛ فَإنَّ الحَسَدَ يَأكُلُ الحَسَنَاتِ كَمَا تَأكُلُ النَّارُ الحَطَبَ) أَوْ قَالَ: (العُشْبَ). رواه أَبُو داود.

3. عَن وَائِلَةَ بن الأسقع رضي الله عنه قَالَ:قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللهُ وَيَبْتَلِيكَ). رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن).

4. عن أَبي أُمَامَة إياس بن ثعلبة الحارثي رضي الله عنه:أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِىءٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ، فَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ لَهُ النَّارَ. وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الجَنَّةَ) فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ:وَإنْ كَانَ شَيْئاً يَسِيراً يَا رسولَ اللهِ ؟ قَالَ: (وإنْ كَانَ قَضِيباً مِنْ أرَاكٍ) رواه مسلم.

5. عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ:قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا يَزَالُ البَلاَءُ بالمُؤمِنِ وَالمُؤْمِنَةِ في نفسِهِ ووَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى الله تَعَالَى وَمَا عَلَيهِ خَطِيئَةٌ) رواه الترمذي، وَقالَ: (حديث حسن صحيح).

 

$ $ $ $

 

وزارة الأوقاف والشئون الدينية - الإدارة العامة للوعظ والإرشاد

هاتف:0097082807366 - فاكس:0097082807414

info@palwakf.ps -  www.palwakf.ps


:: لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَلا هَامَةَ وَلا صَفَرَ ::

 

َيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ:


عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ)  قَالُوا:وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: (كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ). أخرجـه البخاري ومسلم.

وكان صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُه الفألُ، لأن التشاؤمَ سوءُ ظن بالله تعالى بغير سبب محقق، والتفاؤلَ حسنُ ظن به، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال. فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (كَانَ يُعْجِبُهُ إِذَا خَرَجَ لِحَاجَةٍ أَنْ يَسْمَعَ يَا رَاشِدُ يَا نَجِيحُ). رواه الترمذي.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: (والله سبحانه وتعالى قد جعل في غرائز الناس الإعجاب بسماع الاسم الحسن ومحبته، وميل نفوسهم إليه، وكذلك جعل فيها الارتياح والاستبشار والسرور باسم الفلاح والسلام والنجاح والتهنئة والبشرى والفوز والظفر ونحو ذلك فإذا قرعت هذه الأسماء الأسماع استبشرت بها النفوس، وانشرح لها الصدر، وقوي بها القلب، وإذا سمعت أضدادها أوجب لها ضد هذه الحال، فأحزنها ذلك، وأثار لها خوفاً وطيرةً وانكماشاً وانقباضاً عما قصدت له وعزمت عليه، فأورث لها ضرراً في الدنيا ونقصاً في الإيمان ومقارفةً للشرك).


 

 

الطِّيَرَةُ شِرْكٌ:


عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الطِّيَرَةُ شِرْكٌ الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ثَلاثًا). رواه أبو داود واللفظ له، والترمذي وابن ماجة وغيرهم، وزاد ابن مسعود عند الترمذي: (وَمَا مِنَّا إِلا، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ). وهذا صريح في تحريم الطِّيرة وأنها شرك لما فيها من تعلق القلب واعتماده على غير الله تعالى، ولأن المتطيرَ يعتقدُ أن الطِّيرةَ تجلب نفعاً أو تدفع ضراً، فإذا عمل بموجبها فكأنه أشرك مع الله تعالى.


 

الفرقُ بين الطِّيرةِ والفأل:


عن عُروة بن عامر رضي الله عنه قال:ذُكِرَتِ الطِّيَرَةُ عِنْدَ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ: (أحْسَنُهَا الفَألُ. وَلاَ تَرُدُّ مُسْلِماً فإذا رَأى أحَدُكُمْ ما يَكْرَهُ، فَليْقلْ:اللَّهُمَّ لاَ يَأتِي بِالحَسَناتِ إلاَّ أنْتَ، وَلاَ يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إلاَّ أنْتَ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِكَ) حديث صحيح رواه أبو داود بإسناد صحيح. فدل الحديث أن الطِّيرةَ الشركية المنهي عنها هي التي تردُّ الإنسان عن المضيِّ في حاجته تشاؤماً بما رأى أو سمع، أو تحمله على المضيِّ فيما أراده تعلقاً بما رأى أو سمع، وأما الفأل الذي كان يحبه النبي صلى الله عليه وسلم ففيه نوع بشارة، فيُسَرُ به العبد ولا يعتمد عليه.


 

وصلى اللهم على سيدنا محمد.. وعلى آله وصحبه وسلم