خطب منبرية العدد 19 _ فبراير 2011م

ِبسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

] وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً

وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (

خـُـطـب منـــبريّة مقـــترحـة

من إصدارات الإدارة العامة للوعظ والإرشاد – ربيع أول 1432هـ - فبراير 2011م

·     الخطبة الأولى: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم                                      

كما أن الكون من فوقنا محكوم بسنن وقوانين لا يحيد عنها قيد أنمله منذ أن خلقه الله تعالى كذلك حياة البشرية على الأرض فهم محكومون بسنن اجتماعية وقوانين وضوابط لا يمكن لهم أن يندوا أو يفتلوا منها فكما أن سنن الطبيعة شرط لسلامة الكون فكذلك السنن الاجتماعية شرط لسلامة الإنسان في حياته ومعاشه ومن هذه السنن سنة التغير والتحول حيث يظل المريض مريضاً ما لم يأخذ بأسباب الصحة والعافية ويبقى الجاهل جاهلاً ما لم يأخذ بأسباب العلم والتعلم ويبقى المنهزم منهزماً مالك يأخذ بأسباب القوة والنصر.

الآيات:

[سورة الكهف، الآية: 59 - سورة الرعد، الآية:11 - سورة محمد، الآية: 38 - سورة الليل، الآية: 5]

الأحاديث:

1. عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا، قالت: أن قرَيشاً أهَمَّهُمْ شَأنُ المَرأَةِ المخزومِيَّةِ الَّتي سَرَقَتْ، فقالوا: مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فقالوا: مَنْ يَجْتَرِئ عَلَيْهِ إِلاَّ أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ حِبُّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أتَشْفَعُ في حَدٍّ مِنْ حُدُودِ الله تَعَالَى؟!) ثُمَّ قامَ فَاخْتَطَبَ، ثُمَّ قَالَ: (إنَّمَا أهْلَك مَنْ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أقامُوا عَلَيْهِ الحَدَّ، وَايْمُ الله، لَوْ أَنَّ فَاطمَةَ بِنْتَ مُحمّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعتُ يَدَهَا) متفقٌ عَلَيْهِ.

2. وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (اتَّقُوا الظُّلْمَ؛ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ. وَاتَّقُوا الشُّحَّ؛ فَإنَّ الشُّحَّ أهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ عَلَى أنْ سَفَكُوا دِمَاءهُمْ وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ) رواه مسلم.

3. عن حذيفة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (وَالَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بِالمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ المُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللهُ أنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَاباً مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُوْنَهُ فَلا يُسْتَجَابُ لَكُمْ) رواه الترمذي.

4. عن النعمان بن بشير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، عن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (مَثَلُ القَائِمِ في حُدُودِ اللهِ وَالوَاقعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَومٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فَصَارَ بَعْضُهُمْ أعْلاها وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، وَكَانَ الَّذِينَ في أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوا مِنَ المَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أنَّا خَرَقْنَا في نَصِيبِنَا خَرْقاً وَلَمْ نُؤذِ مَنْ فَوقَنَا، فَإِنْ تَرَكُوهُمْ وَمَا أرَادُوا هَلَكُوا جَميعاً، وَإنْ أخَذُوا عَلَى أيدِيهِمْ نَجَوا وَنَجَوْا جَميعاً) رواه البخاري.

$ $ $ $

·     الخطبة الثانية: مولد الهدى

محمد بن عبد الله هذا الرجل العظيم الذي اختارته العناية الإلهية واصطنعته ليكون عنواناً من أعظم عناوين الرحمة بالبشرية, فكان كما أراد له ربه مجمع الكمال البشري والمثل الأعلى لها, ومحط عناية السماء وصاحب الفضيلة العليا, رجل استطاع خلال ثلاثة وعشرين عاماً أن يغير مجرى البشرية إلي يوم القيامة.

الآيات:

[سورة آل عمران، الآية: 159 - سورة التوبة، الآية: 128 - سورة الأنبياء، الآية: 107 - سورة الشوري، الآية: 52 - سورة الأحزاب، الآية: 44 - سورة الصف، الآية: 6].

الأحاديث:

1. عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي كَانَ كُلُّ نَبِيٍّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى كُلِّ أَحْمَرَ وَأَسْوَدَ) رواه مسلم.

2. عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ) رواه مسلم.

3. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَنَا أَوَّلُ النَّاسِ خُرُوجًا إِذَا بُعِثُوا، وَأَنَا خَطِيبُهُمْ إِذَا وَفَدُوا، وَأَنَا مُبَشِّرُهُمْ إِذَا أَيِسُوا، لِوَاءُ الحَمْدِ يَوْمَئِذٍ بِيَدِي، وَأَنَا أَكْرَمُ وَلَدِ آدَمَ عَلَى رَبِّي وَلاَ فَخْرَ) حديث حسن.

$ $ $ $

·     الخطبة الثالثة: العدل أساس الملك

إذا كان الماديون يقول أن لقمة العيش أو رغيف الخبز هو شرط الاستقرار والبقاء لأي أمة فإننا نقول أن العدل وسيادة القانون المستمد من وحي السماء هو الضامن - ليس للاستقرار والبقاء فحسب - لاستمرار وتطور الحياة الإنسانية نحو الأفضل والأكمل والأجمل ولبناء حضارة الإنسان وليس حضارة الآلات والمصانع ذلك أن الإنسان هو الثروة الحقيقة وهو الباني لتلك الحضارة ويكفي أن نقول أن الإنسان هو خليفة الله على أرضه.

الآيات:

[سورة النحل، الآية: 90 - سورة الحجرات، الآية: 9 - سورة الرحمن، الآية: 7 - سورة الأنعام، الآية: 152- سورة النساء، الآية: 135- سورة المائدة، الآية: 42].

الأحاديث:

1. وعن أَبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ الله في ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ : إِمَامٌ عادِلٌ ، وَشَابٌ نَشَأ في عِبادة الله تَعَالَى ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللهِ اجتَمَعَا عَلَيْهِ ، وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأةٌ ذاتُ مَنْصِبٍ وجَمالٍ ، فَقَالَ : إنّي أخافُ اللهَ ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ الله خَالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ) متفقٌ عَلَيْهِ.

2. وعن عبدِ اللهِ بن عَمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، قَالَ : قَالَ رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((  إنَّ المُقْسِطِينَ عِنْدَ اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ : الَّذِينَ يَعْدِلُونَ في حُكْمِهِمْ وأَهْلِيْهِم وَمَا وَلُوْا )) رواه مسلم .

3. وعن عوفِ بن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقول: (خِيَارُ أئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ. وشِرَارُ أئِمَّتِكُم الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ!)، قَالَ: قُلْنَا: يَا رسول اللهِ، أفَلاَ نُنَابِذُهُم؟ قَالَ: (لاَ، مَا أقَامُوا فِيْكُمُ الصَّلاَةَ. لاَ، مَا أقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاَةَ) رواه مسلم.

4. وعن عِياضِ بن حِمارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقول: (أهلُ الجَنَّةِ ثَلاَثَةٌ: ذُو سُلطانٍ مُقْسِطٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحيمٌ رَقِيقُ القَلْبِ لكُلِّ ذي قُرْبَى ومُسْلِمٍ، وعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذو عِيالٍ) رواه مسلم.

$ $ $ $

·     الخطبة الرابعة: ذكرى مجزرة المسجد الإبراهيمي

ما من أمة أجمعت على الجرم والإجرام وسفك الدماء كأمة يهود وهذا الكلام ليس افتئاتاً ولا تجنياً على هذا الصنف من البشر فالقرآن والسنة والتاريخ والواقع المشهود والمنظور خير دليل على ذلك ففي الواحد والعشرين من فبراير عام 1994م قام المجرم باروخ غلد شتاين بإطلاق الرصاص على المصليين بالحرم الإبراهيمي فاستشهد 29 منهم وأصيب العشرات في فجر الخامس والعشرين من رمضان ولا زال مسلسل الإجرام بحق شعبنا ومعتقلينا على قدم وساق).

الآيات:

[سورة البقرة، الآية: 109 - سورة آل عمران، الآية: 69 - سورة المائدة، الآية: 82]

الأحاديث:

1. عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَـتَّى يُقَاتِلَ المُسْلِمُونَ اليَهُودَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ اليَهُودِيُّ مِنْ وَرَاء الحَجَرِ وَالشَّجَرِ. فَيَقُولُ الحَجَرُ وَالشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ هذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي تَعَالَ فَاقْتُلْهُ؛ إلاَّ الغَرْقَدَ فإنَّهُ مِنْ شَجَرِ اليَهُودِ). متفق عليه.

2. عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ، حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمْ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ) رواه البخاري.

3. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّكُمْ سَتُجْنَدُونَ أَجْنَادًا ، فَجُنْدًا بِالشَّامِ ، وَجُنْدًا بِالْعِرَاقِ ، وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ " ، فَقَالَ الْحَوَالِيُّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، خِرْ لِي ، قَالَ : " عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ ، فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ ، وَلْيَسْتَقِ مِنْ غَدْرِهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ " صححه الألباني.

$ $ $ $

وزارة الأوقاف والشئون الدينية - الإدارة العامة للوعظ والإرشاد

هاتف:0097082807366 - فاكس:0097082807414

info@palwakf.ps -  www.palwakf.ps