التقى بخطباء غزة والوسطى والشمال// رضوان: يجب أن يركز الخطباء على الخطاب الوحدوي الذي يجمع الناس

التقى بخطباء غزة والوسطى والشمال

رضوان: يجب أن يركز الخطباء على الخطاب الوحدوي الذي يجمع الناس

شدد وزير الأوقاف والشئون الدينية أ. د. إسماعيل رضوان على ضرورة تركيز الخطباء على الخطاب الدعوي الوحدوي الذي يجمع الناس ولا يفرقهم، من خلال عدم التطرق للموضوعات الخلافية الجدلية، الفكرية أو السياسية، والبعد عن سياسة التكفير والتخوين والتشهير والسب والشتم والطعن في الآخرين، والأساليب التي تُنفر الناس.

وقال رضوان خلال لقائه بالخطباء والوعاظ من محافظات غزة والشمال والوسطى مساء أمس الخميس في وزارة الأوقاف قال: "الخطيب يجب أن يكون وحدوي يعمل على توحيد الصفوف وتجميع الكلمة وترقيق وتقريب القلوب لا تشتيتها وتفرقتها".

مؤكداً على ضرورة اعتماد منهج الوسطية في الدعوة إلى الله مصداقًا لقوله تعالى: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً"

وأضاف: "لا بد أن يعتمد الخطباء أسلوب الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وتقدير الظروف والسياسات والإمكانات وأحوال الناس خلال الخطبة لأن الغلظة والفظاظة لا تغير سلوكيات الناس السلبية والمنكر بل تؤدي إلى انعكاسات سلبية في المجتمع".

ونوه الوزير إلى ضرورة عدم الإفراط أو التفريط وتعقيد الأمور والتنطع وتكفير المخالفين والتشهير وسب الجهات والهيئات الخاصة والأشخاص، مبيناً أن الخطيب يجب أن يعالج الأمور بالتعرض للمرض والتحدث عن أسبابه ووصف العلاج المناسب له.

وقال: "يجب أن يكون الدعاة لجميع الناس لا لحزب أو جهة أو هيئة معينة، لأن الناس يأتون يوم الجمعة للاستماع لخطبة إيمانية دينية لا للتنظير أو التعصب لحزب أو جهة معينة".

وتابع: "إن الداعية يجب أن يكون رحيم بالناس أسوة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي تعرض لكل الابتلاءات والمحن لكنه كان رحيمًا بقومه فلم ينتقم لنفسه قط".

وأشار رضوان إلى أهمية التركيز على الخطاب الدعوي الديني الروحاني والإيماني، وليس الخطاب الذي تغلب عليه السياسة في الخطبة على حساب الدين والدعوة وتعزيز الروحانيات والعقيدة والمعرفة الدينية.

وقال: "ونؤكد على ضرورة تركيز الخطباء على قضية القدس والمسجد الأقصى والأسرى وقضايا الأمة والمبعدين والمهجرين وفلسطين المسلوبة وثوابت الأمة العربية والإسلامية والوطنية".

وأضاف: "فهي من أهم الموضوعات التي يجب أن تشغل كل ساحاتنا، لأنها أمانة في أعناقنا جميعاً في ظل انشغال الأمة بأحداثها الداخلية".

أوضح وزير الأوقاف أن هذا اللقاء الثاني بالخطباء والوعاظ يأتي للتأكيد على جملة من المحددات للخطاب الدعوي الذي يتناسب مع أحوال الأمة وزمانها وطبيعة المرحلة والسياسات العامة.

داعياً الخطباء إلى إخلاص وتصحيح النية مع الله تعالى والتحضير المناسب للخطبة واختيار وتحديد عنوان وموضوع واضح ومناسب لها يتناسب مع الواقع الذي تعيشه الأمة واستخدام اللغة العربية الفصحى والأسلوب الرصين والسلس والمناسب للناس.

وواصل رضوان توجيهاته قائلاً: "ولا بد من الحرص على التثبت والتحري والاحتياط والبعد عن الأحاديث الموضوعة الضعيفة والمكذوبة والساقطة والأساطير والقصص الخيالية التي تفسد عقيدة الناس".

وأضاف: "والتأكد من الاستدلال والمعلومات، وعدم لي عنق الآيات والنصوص وتحميلها ما لا تحتمل وعدم الإطالة في الخطبة ومحافظة على المظهر الشكلي والالتزام باللباس الشرعي الذي له هيبة ووقار وقبول لدى الناس".

وتابع: "كما يجب على الخطباء والدعاة الارتقاء بأنفسهم من الناحية العلمية والتخصصية والالتزام بحضور الدورات التطويرية التي تعقدها الوزارة من حين لآخر للارتقاء بأداء الخطباء والوعاظ في القطاع".

مشيراً إلى أن وزارته جهزت قاعات خاصة في جميع محافظات القطاع لتقديم دورات مكثفة لوعاظ والخطباء والعاملين في الأوقاف في فن التواصل واللغة والخطابة والدورات الشرعية للارتقاء بهم.

وأضح أن الوزارة مستمرة في ذلك ولديها دورات علمية وورش عمل وخطة متكاملة للارتقاء بالعمل الوعظي والدعوي في القطاع حيث اعتمدت مؤخرًا حملة بالإسلام نحيا لتعزيز الوعظ والإرشاد في الميادين والساحات العامة والأسواق وشواطئ البحر والأماكن العامة التي يرتادها الناس للعمل على تصحيح المفاهيم وتغيير السلوكيات السلبية إلى إيجابية.

وأكد رضوان أن وزارته هي الأكثر بين وزارات الحكومة في تقديم الدورات التطويرية لموظفيها نظراً للفائدة التي يحصل الموظفين والخطباء من تلك الدورات.