أكد وزير الأوقاف والشئون الدينية أ. د. إسماعيل رضوان أن المصالحة الفلسطينية هي خيار استراتيجي لحركة المقاومة الإسلامية حماس والحكومة الفلسطينية, جاء ذلك خلال لقائه مع دبلوماسيين من القنصلية النرويجية في فلسطين ضم كل من المستشارة السياسية إلين سوندنسن والسكرتير الثاني بالقنصلية إيريك بريجراف وأ. نهى مصلح, مشيراً إلى أن الحكومة قدمت العديد من الخطوات والتسهيلات لأجل المصالحة, سواء على صعيد الحريات السياسية أو السماح بعودة الهاربين أثناء فترة الانقسام, بالإضافة لإنجاح مهرجان فتح في انطلاقتها, وإعطاء الحرية للاحتفالات والتعبير السياسي في الميدان".
وأضاف :" قدمنا كل هذه التسهيلات في نفس الوقت الذي تتواصل فيه الاعتقالات السياسية في الضفة والتضييق والتنسيق الأمني مستمر, ورغم كل هذا ذهبنا بقلوب منفتحة إلى القاهرة لتحقيق المصالحة, وأكدنا التزامنا باتفاق القاهرة وإعلان الدوحة والتزامنا بالمواعيد المحددة لتطبيق ذلك", موضحاً أن اللجنة المركزية بدأت بتحديث السجل الانتخابي, في ظل تسهيلات كاملة من قبل الحكومة.
وأشار د. رضوان إلى أن الفصائل الفلسطينية المجتمعة بالقاهرة اتفقت، على تكليف لجنة خاصة برئاسة سليم الزعنون لإنجاز قانون انتخابات المجلس الوطني, وبعد ذلك يتم رفعه للسيد محمود عباس، من أجل اعتماده, وأردف :" من المفترض أن يبدأ التشاور في تشكيل الحكومة مع بدء لجنة الانتخابات عملها, لكن هناك مخالفة لبنود اتفاق القاهرة من قبل السيد محمود عباس والذي أرجأ تشكيل الحكومة لمرحة قادمة لم تحدد بعد".
وأرجع وزير الأوقاف السبب في تأجيل البدء بتشكيل الحكومة لوجود ضغوط أمريكية وصهيونية, واعتبر ذلك تسويفاً لأجل انتظار زيارة أوباما للمنطقة, منوهاً إلى أن هناك عين على المصالحة وأخرى على المفاوضات, لافتاً إلى عدم إمكانية التقاء المصالحة والتنسيق الأمني.
كما أوضح رضوان أنه تم الاتفاق على العمل في جميع الملفات لتهيئة المناخ المناسب للمصالحة, من خلال تفعيل لجنة الحريات ولجنة المصالحة المجتمعية ولجنة الانتخابات, مع احتمال البدء في مشاورات تشكيل الحكومة دون تحديد موعد لذلك.
وفيما يتعلق بإعلان موعد الانتخابات وموعد تشكيل الحكومة ومدى تخوف حركة حماس من الانتخابات قال وزير الأوقاف :" نحن لا نخشى من الانتخابات ومطمئنون لخيارات شعبنا الفلسطيني, ونقبل بنتائج العملية الديمقراطية, ونحن لسنا من انقلب على خيارات شعبنا وإرادته", وتابع :" فحماس والحكومة تنطلق اتجاه المصالحة من موقف القوة, والإصرار على ربط موعد تشكيل الحكومة بموعد الانتخابات مخالف لاتفاق القاهرة ومحاولة لوضع العراقيل".
وحول قانون الانتخابات الخاص بالنسب والدوائر أكد وزير الأوقاف التزام الحركة والحكومة باتفاق القاهرة, مشيراً إلى أن الخلط في النسب والدوائر يهيئ للمستقلين الدخول في هذه العملية, لافتاً إلى أن شخصيات وطنية فاعلة قد تدخل في هذه النظام, متسائلا" في الوقت ذاته لماذا التشبث والإصرار على الحزبية الضيقة.
وفيما يتعلق بحدود 67 والموقف الرسمي لحركة حماس والحكومة إزاء هذا الموضوع, أكد د. رضوان رفض الحكومة والحركة لمبدأ حل الدولتين والحديث عن دولة في حدود 67 كحد أدنى للتوافق الفلسطيني بشرط عودة اللاجئين وإطلاق سراح المعتقلين وإزالة المستوطنات مقابلة هدنة دون الاعتراف بالكيان الصهيوني, مشدداً على تمسك حركته بالمقاومة بكافة أشكالها وعلى رأسها الكفاح المسلح.