الأوقاف تعقد مؤتمرها العلمي " الخطاب الدعوي بين الأصالة والحداثة"
أجمع مشاركون في مؤتمر علمي عقدته وزارة الأوقاف والشئون الدينية في فندق المتحف على شاطئ بحر غزة بعنوان "الخطاب الدعوي بين الأصالة والحداثة"، على ضرورة انفتاح الخطاب الدعوي على الناس كافة وعلى العالمين قاطبة، دون انغلاق بفئة ، أو انحصار بنخبة، والإيمان بمرجعية القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، للتشريع والتوجيه للحياة الإسلامية.
ودعا المشاركون إلى ضرورة احترام العقل والتفكير، والدعوة إلى النظر والتدبر في آيات الله الكونية والتنزيلية، وتكوين العقلية العلمية، ومقاومة الجمود والتقليد الأعمى للآباء أو للسادة والكبراء، أو لعامة الناس وتبني منهج التيسير والتخفيف في الفقه والفتوى، مطالبين بالموازنة بين الأصالة التي تمثل ثوابت الشرع و الحداثة التي تتمثل في متغيرات العصر، مع تأكيدنا أن الموقف من الحداثة لا بد أن يتأثر بالموروث الثقافي الديني الأخلاقي و ما اكتسبه الخلف عن السلف.
توصيات مؤتمر الخطاب الدعوي
1. الإيمان بمرجعية القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، للتشريع والتوجيه للحياة الإسلامية، مع ضرورة فهم النصوص الجزئية في ضوء المقاصد الكلية.
2. التأكيد على المزج بين الروحانية والمادية، و الربانية والإنسانية، والعقل والوجدان، بحيث يأخذ كل جانب منها حقه، دون طغيان على الجانب الآخر.
3. احترام العقل والتفكير، والدعوة إلى النظر والتدبر في آيات الله الكونية و التنزيلية، وتكوين العقلية العلمية، ومقاومة الجمود والتقليد الأعمى للآباء أو للسادة والكبراء، أو لعامة الناس ، ونفي التعارض بين النقل الصحيح والعقل الصريح.
4. تبني منهج التيسير والتخفيف في الفقه والفتوى، وإن كان ولا بد من التشديد، فليكن في الأصول لا في الفروع. والتيسير المطلوب هنا: لا يعني تبرير الواقع، أو مجاراة الغرب، أو إرضاء الحكام.
5. الموازنة بين الأصالة التي تمثل ثوابت الشرع و الحداثة التي تتمثل في متغيرات العصر، مع تأكيدنا أن الموقف من الحداثة لا بد أن يتأثر بالموروث الثقافي الديني الأخلاقي و ما اكتسبه الخلف عن السلف.
6. انفتاح الخطاب الدعوي على الناس كافة وعلى العالمين قاطبة, دون انغلاق بفئة , أو انحصار بنخبة، والذي ينسجم مع عالمية الإسلام وشموليته، لذا كان لا بد للخطاب الدعوى إن يتسلل إلى كل قلب, وعقل , وبيت , ومسجد .
7. مراعاة الخطاب الدعوي الرحمة بالمدعوين ومكانتهم، باستعمال عبارات اللين والرفق ، التي من شأنها أن تساهم في فتح مغالق قلوبهم.
8. ينبغي على الداعية أن يبقى حاضر الذهن متوقد القلب متحفزًا لدعوته في كل الأحوال, يعمل على توجيه الدعوة في الوقت المناسب، مستثمراً كل حدث ومناسبة لإيصال فكرته ورسالته.
9. تطوير أداء الدعاة من خلال اللغة الراقية وسلامة العبارة وجمال ألفاظها والبعد عن الركاكة والعامية المفرطة والتكرار الممل والإطالة في موطن الإيجاز.
10. مراعاة التدرج الحكيم في الدعوة والتعليم والإفتاء والتغيير، وعدم استعجال الشيء قبل أوانه، والثمرة قبل نضجها، فالتدرج سنة كونية، كما هو سنة شرعية.
11. ضرورة التجديد في أساليب ووسائل الخطاب الدعوي بما يتوافق مع التطور العلمي و الأعـراف والمصالح و الفتاوى للحياة المعاصرة .
12. الاعتراف بحقوق الأقليات ومعاملتهم بما أوجبه لهم الإسلام من تركهم وما يدينون، والتأكيد على أنهم من (أهل دار الإسلام) ومقتضى هذا: أنهم بلغة عصرنا (مواطنون) لهم ما لنا وعليهم ما علينا.
13. لتحقق الدعوة مقاصدها وغايتها لا بد أن يكون في خطابها الكثير من الرشد والحكمة ، كما يجب أن ينضبط بضوابط الشريعة ، وأن ينطلق عن علم ومهارة بصيرة وهذا يقتضي من الداعية الإلمام بمقاصد التشريع.
14. يوصي المؤتمر وزارة الأوقاف بتكرار الحث وبذل المزيد من الجهود في متابعة وعاظها وخطبائها وتكليفهم بحضور دورات تدعو للوسطية وفقه المقاصد ومحاربة الغلو والتطرف.