أكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية أن مصر تغيرت بحجم ثورتها ودماء شهدائها, ولم تعد ذخراً استراتيجيا للاحتلال الإسرائيلي "المغتصب" للأرض الفلسطينية, وإنما هي ذخر لفلسطين والمقاومة والأمة العربية الإسلامية جمعاء.
وقال هنية خلال استقباله وفد العلماء المصري :"إن مصر تكشف اليوم عن وجهها الطاهر الحقيقي, وتعود إلى أصالتها التي غيبتها عقود الاستبداد والظلم والطغيان", مشيداً بقيادة مصر رئاسة وحكومة.
ورأى أن حجم التغيير الذي حصل في القيادة المصرية, لُمس خلال حربين شنتا على قطاع غزة, إذ أعلنت حرب (2008-2009) على القطاع من القاهرة, وهو المكان نفسه الذي أعلن منه الانتصار على الاحتلال في حرب "حجارة السجيل".
وبين هنية أن أمريكا سمعت لأول مرة كلامً جديداً من الرئاسة المصرية خلال معركة "حجارة السجيل", ولامست موقفاً مختلفاً عما كان في السابق في عهد النظام المخلوع, مشدداً على أن هذا التغيير يضع مصر على منصة الانطلاق.
ورأى أن الموقف الذي اتخذه الرئيس المصري د. محمد مرسي قد آذى الاحتلال بقدر ما آذاه في الميدان في أثناء شنه الهجوم على القطاع, مشيراً إلى أن المقاومة قاتلت الاحتلال وكان لها سند وعمق واحتضان سياسي لم يتوافر في جولات الصراع السابقة.
وذكر هنية أن مصر رغم أنها مشغولة بقضيتها وهمومها الداخلية في بناء احتياجات الدولة الثورية الجديدة المحملة بالتحديات الداخلية والخارجية, لم تنس فلسطين, ولم تنس قطاع غزة , ولم تتخل عن دورها تجاه القدس والأقصى.
وشدد رئيس الوزراء الفلسطيني على أن غزة ستبقى البوابة الشرقية لأمن مصر واستقرارها والمحافظة على كرامتها وهيبتها, مضيفاً :" لن تؤتي مصر من قبلنا, ولن نكون إلا درعاً واقياً لأمنها واستقرارها ووحدتها, وعدم التدخل في شئونها إلا بما ترتضيه".
ودعا هنية الله أن يمن على مصر بالأمن والاستقرار والوحدة, وأن يجمع قلوب أبناء شعبها حول قيادتها, للتفرغ إلى دور القائد الفاعل بين الأمة, مؤكداً أن التدخلات الإقليمية والدولية تريد ألا يصحو هذا الأسد وأن يبقى جريحاً يعالج جرحاه".
وبين أن الاحتلال والغرب بدأا بتغيير معادلتهما وخرائطهما في التعامل مع القضية الفلسطينية بعد ثورات الربيع العربي وانتصار المقاومة في غزة خلال العدوان الأخير, مشدداً على أن الزمن لم يعد ذاك الزمن الذي يعيشه الاحتلال".
وأردف :" إننا أمام إستراتيجية تحرير وننتقل بالمقاومة اليوم من مقاومة المشاغلة والاستنزاف والمدافعة إلى مقاومة التحرير وبناء إستراتيجية التحرير", واستدرك :" رسالة الأمة تقول بوضوح إننا أمام مرحلة تحرير لفلسطين والقدس, وقراءاتنا العقدية والفكرية تدلل على أننا بتنا أمام هذه المرحلة".
ولفت إلى أن أولى مراحل التحرير بدأت في غزة التي حررت بسواعد المجاهدين, وخرج منها الاحتلال تحت ضرباتهم, مؤكداً أن طريق الشهداء هو الطريق الذي سيوصلنا إلى القدس والأقصى", وأنها لن تتحرر بالمفاوضات أو التفاهمات أو رسائل الثقة المتبادلة.
بدوره، أكد رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في وزارة الشئون المصرية صلاح سلطان أن غزة تمثل للمصرين بوابةً أصيلة للدخول إلى الأقصى والقدس محررين إلى جانب الشعب الفلسطيني.
وقال سلطان: "جئنا إلى غزة ممثلين عن نخاع الشعب المصري، لنؤكد على وقوفنا إلى جانب إخوتنا في محنتهم، من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي لهم في ظل ما يتعرضون له من اعتداءات إسرائيلية غاشمة".
وأضاف "العلم كله قال أن مصر بتغيرها ستجوع، لكننا نؤكد أن غزة لم تجوع رغم تعرضها لتلك الظروف الصعبة، بل حققت ما لم تحققه دول مستقلة على صعيد السياسة والاقتصاد والمقاومة والعالم والعمل في كافة المجالات".
وشدد على أن القافلة جاءت من أجل وضع حجر الأساس لمشروع تحرير القدس والمقدسات والأسرى إلى جانب القيادة الفلسطينية في غزة، موضحاً أن مصر ستكون لفلسطين بمثابة القلب والحضن الدافئ من خلال دعمها المباشر لقضيتها العادلة.
وأكد أن ما يقارب الـ 400 مصري عقدوا نية المجيء إلى غزة من خلال تلك القافلة لكن الظروف المختلفة حالت دون مشاركتهم بها، مشيراً إلى أن المصرين كافة يتشوقون إلى وطء أرض غزة بعد أن حققت العديد من الانتصارات.